أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ١٨٥
النخبة لا تسعفنا المصادر، إلا بالقدر الضئيل الذي لا يغني، بالمعرفة المباشرة بالمواقع الاجتماعية لشهداء كربلاء وبسمات حياتهم الشخصية.
فإذا استثنينا الرجال القليلين الذين نعرف بصورة تفصيلية مباشرة أنهم كانوا شخصيات اجتماعية ذات شأن في قبائلهم وفي مجتمعهم تبقى الكثرة العظمى من الشهداء في الظل من حيث مواقعهم الاجتماعية، لأننا لا نعرف عنهم إلا أسماءهم.
ولكننا نعرف استنادا إلى بعض النصوص أن أكثر الشهداء لم يكونوا نكرات اجتماعية من غمار الناس، بل كانوا من الرجال ذوي الشأن في أوساطهم الاجتماعية، ونعرف أنهم كانوا يمثلون نوعية خاصة كان الناس ينظرون إليها باحترام كبير، وبعواطف تتفاوت بين الحب والكراهية تدلنا على ذلك كلمة عمرو بن الحجاج الزبيدي (1) التي نهي فيها الجنود الأمويين عن قتال المبارزة مع الثوار قائلا:

(1) من شخصيات الكوفة الموالية للنظام الأموي. كان أحد المقربين من زياد بن سمية واشترك في الايقاع بحجر بن عدي الكندي وكان أحد الشهود عليه، وكان من جلساء عبيد الله بن زياد، وهو أحد ثلاثة رجال استدرجوا هاني بن عروة إلى ابن زياد بعد انكشاف أمر مسلم بن عقيل، وكانت أخته روعة زوجة لهاني بن عروة. كان في كربلاء على رأس القوة التي منعت الحسين وأصحابه من ماء الفرات وكان على ميمنة الجيش الأموي في كربلاء، وهو أحد حملة الرؤوس إلى عبيد الله بن زياد - وقد كان أحد الذين كتبوا إلى الحسين يدعونه للقدوم إلى الكوفة: (..
فإذا شئت فاقدم على جند لك مجند).
الطبري: 5 / 270 و 349 و 353 و 364 - 365 و 367 و 622 و 656.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة