أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ١٣٩
ولعل الذي حدث إنها كانت توضع في مكان آخر، فربما كان الإمام الحسين قدر - وهو يعلم نتيجة المعركة - أن الرؤوس ستقطع، وأن هذا سيؤدي إلى صعوبات في تمييز هوية الشهداء من أصحابه وأهل بيته، فجعل مكانين أحدها لحفظ جثث الشهداء الهاشميين، والآخر لحفظ جثث الشهداء غير الهاشميين.
ولعل ثمة أمرا آخر يشجع على ترجيح هذا الرأي، وهو أن الشهداء الهاشميين كانوا مع أسرهم أو بعض أسرهم، بحيث لا نعرف شهيدا منهم لم يكن له بين النساء الهاشميات أم أو أخت أو زوجة أو بنت، أوهن مجتمعات، وهذا يؤدي إلى مراعاة الاعتبارات العاطفية والأسرية في هذه الحالة، وهي تقضي بأن يحمل الشهيد، ليتمكن النسوة، في غمرة المعركة، من مشاهدة جسده، والبكاء عليه، وهذا الاعتبار يدعو إلى إفراد الشهداء الهاشميين في مكان خاص. أما الشهداء غير الهاشميين فإن العدد الأكبر منهم لم يصحبوا معهم نساءهم.
والنصوص التي أشرنا إليها آنفا هي ما ذكره الطبري عند ذكره استشهاد علي بن الحسين الأكبر، وهو:
(.. وأقبل الحسين إلى ابنه، وأقبل فتيانه إليه، فقال: احملوا أخاكم، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه (الطبري: 5 / 447).
وما ذكره في الحديث عن استشهاد القاسم بن الإمام الحسن بن علي، وهو.
(.. ثم احتمله (الحسين) فكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة