بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٥
ثم قال: نحن والله الأوصياء الخلفاء من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن المثاني التي : أعطاها الله نبينا، ونحن شجرة النبوة ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله، ووديعة الله جل اسمه في عباده، وحرم الله الأكبر وعهده المسؤول عنه، فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن خفره (1) فقد خفر ذمة الله وعهده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا، نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا، ونحن والله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، إن الله تعالى خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه على عباده ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي عليه، وخزان علمه وتراجمة وحيه و أعلام دينه والعروة الوثقى والدليل الواضح لمن اهتدى، وبنا أثمرت الأشجار و أينعت الثمار وجرت الأنهار ونزل الغيث من السماء ونبت عشب الأرض، وبعبادتنا عبد الله، ولولانا ما عرف الله، وأيم الله لولا وصية سبقت وعهد اخذ علينا لقلت:
قولا يعجب منه، أو يذهل منه الأولون والآخرون (2).
8 - ومن كتاب الال لابن خالويه رفعه إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما خلق الله آدم وحوا عليهما السلام تبخترا في الجنة فقال آدم لحوا: ما خلق الله خلقا هو أحسن منا، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل: أن ائتني بعبدتي التي في جنة الفردوس الاعلى فلما دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك (3) من درانيك الجنة على رأسها تاج من نور، وفي اذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن وجهها، قال آدم: حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟ فقال: هذه فاطمة (4) بنت محمد صلى الله عليه وآله نبي من ولدك يكون في آخر

(١) أي ومن نقض عهدنا فقد نقض عهد الله وغدر به.
(٢) المحتضر: ١٢٩.
(3) الدرنوك: نوع من البسط له خمل.
(4) لعل المراد مثالها النوري.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... تعريف الكتاب 2 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364