بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٢٦
صلوات الله عليه وآله هذه الخطبة: الحمد لله الذي توحد بصنع الأشياء، وفطر أجناس البرايا على غير أصل ولا مثال سبقه في إنشائها، ولا إعانة معين على ابتداعها بل ابتدعها بلطف قدرته فامتثلت في مشيته (1) خاضعة ذليلة مستحدثة لامره.
الواحد الاحد الدائم بغير حد ولا أمد ولا زوال ولا نفاد، وكذلك لم يزل، ولا يزال، لا تغيره الأزمنة ولا تحيط به الأمكنة ولا تبلغ صفاته الألسنة ولا تأخذه نوم ولا سنة، لم تره العيون فتخبر عنه برؤية، ولم تهجم عليه العقول فتتوهم كنه صفته ولم تدر كيف هو إلا بما أخبر عن نفسه، ليس لقضائه مرد، ولا لقوله مكذب.
ابتدع الأشياء بغير تفكر ولا معين (2) ولا ظهير ولا وزير، فطرها بقدرته، وصيرها إلى (3) مشيته، وصاغ أشباحها وبرأ أرواحها واستنبط أجناسها خلقا مبروءا مذروءا (4) في. أقطار السماوات والأرضين لم يأت بشئ على غير ما أراد أن يأتي عليه ليري عباده آيات جلاله وآلائه، فسبحانه لا إله إلا هو الواحد القهار، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما، اللهم فمن جهل فضل محمد صلى الله عليه وآله فإني مقر بأنك ما سطحت أرضا ولا برأت خلقا حتى أحكمت خلقه وأتقنته من نور سبقت به السلالة وأنشأت آدم له جرما، فأودعته منه قرارا مكينا ومستودعا مأمونا، وأعذته من الشيطان، وحجبته عن الزيادة والنقصان (5)، وحصلت (6) له الشرف الذي يسامى (7) به عبادك.

(1) في المصدر: فامتثلت لمشيته.
(2) في المصدر: ابتدع الأشياء بلا تفكير وخلقها بلا معين.
(3) وصيرها بمشيته.
(4) صاغ الشئ: هيأه على مثال مستقيم. والأشباح جمع الشبح: الشخص واستنبط اخترع والمبروء: المخلوق من العدم. وذرأ الله الخلق: خلقه.
(5) كناية عن ملكة العصمة.
(6) في المصدر: وجعلت.
(7) سامى الرجل: فاخره وباراه.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364