بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٥٤
عندها أبصرها بعض العيون فجاؤوا إلى بابها ليدخلوا على أم موسى، فقالت أخته: هذه الحرس بالباب، فطاش عقلها فلم تعقل ما تصنع خوفا عليه، فلفته في خرقة ووضعته في التنور - وهو مسجور - بإلهامه تعالى، فدخلوا فإذا التنور مسجور.
وروي أن أم موسى لم يتغير لها لون ولم يظهر لها لبن، فقالوا: ما أدخل عليك القابلة؟ قالت: هي مصافية لي فدخلت علي زائرة، فخرجوا من عندها فرجع إليها عقلها فقالت لأخت موسى: فأين الصبي؟ قالت: لا أدري، فسمعت بكاء الصبي من التنور فانطلقت إليه وقد جعل الله النار عليه بردا وسلاما، فاحتملته.
وعن ابن عباس قال: انطلقت أم موسى إلى نجار من قوم فرعون فاشترت منه تابوتا صغيرا، فقال لها: ما تصنعين به؟ قالت: ابن لي أخبؤه فيه، (1) وكرهت أن تكذب فانطلق النجار إلى الذباحين ليخبرهم بأمرها، فلما هم بالكلام أمسك الله لسانه وجعل يشير بيده فلم يدر الامناء، فلما أعياهم أمره قال كبيرهم: اضربوه، فضربوه وأخرجوه، فوقع في واد يهوى فيه (2) حيران، فجعل الله عليه أن رد لسانه وبصره إن لا يدل عليه و يكون معه يحفظه، فرد الله عليه بصره ولسانه، فآمن به وصدقه، فانطلقت أم موسى وألقته في البحر، وذلك بعدما أرضعته ثلاثة أشهر، وكان لفرعون يومئذ بنت ولم يكن له ولد غيرها، وكانت من أكرم الناس عليه، وكان بها برص شديد وقد قالت أطباء المصر والسحرة: إنها لا تبرء إلا من قبل البحر يوجد منه شبه الانسان فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرء من ذلك، وذلك في يوم كذا وساعة كذا حين تشرق، فلما كان يوم الاثنين غدا فرعون إلى مجلس كان له على شفير النيل ومعه آسية، فأقبلت بنت فرعون في جواريها حتى جلست على شاطئ النيل مع جواريها تلاعبهن إذ أقبل النيل بالتابوت تضربه الأمواج، فأخذوه فدنت آسية فرأت في جوف التابوت نورا لم يره غيرها، للذي أراد الله أن يكرمها، (3) فعالجته ففتحت الباب، فإذا نوره بين عينيه، وقد

(1) أي اخفيه فيه.
(2) هوى في الأرض: ذهب فيها.
(3) علة لرؤيتها دون غيرها.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435