بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٣
قوله تعالى: " وجاء رجل من أقصى المدينة " أي آخرها، واختصر طريقا قريبا (1) حتى سبقهم إلى موسى " يسعى " أي يسرع في المشي فأخبره بذلك وأنذره، وكان الرجل خربيل (2) مؤمن آل فرعون، وقيل: رجل اسمه شمعون، وقيل: شمعان، قال: " يا موسى إن الملا " أي الاشراف من آل فرعون " يأتمرون بك " أي يتشاورون فيك، وقيل: يأمر بعضهم بعضا.
قوله تعالى: " تهتز " أي تتحرك. قوله تعالى: " كأنها جان " قال السيد المرتضى رحمه الله في كتاب الغرر والدرر: فإن سأل سائل فقال: ما تقولون في قوله تعالى: " فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين " وقوله: " كأنها جان " والثعبان هي الحية العظيمة الخلقة، والجان: الصغير من الحيات؟ وبأي شئ تزبلون التناقض عن هذا الكلام؟
والجواب: أول ما نقوله أن الحالتين مختلفتان، فحالة كونها كالجان كانت في ابتداء النبوة وقبل مسير موسى عليه السلام إلى فرعون، وحالة كونها ثعبانا كانت عند لقائه فرعون وإبلاغه الرسالة، والتلاوة تدل على ذلك، وقد ذكر المفسرون وجهين: أحدهما أنه تعالى إنما شبهها بالثعبان في إحدى الآيتين لعظم خلقها وكبر جسمها وهول منظرها، وشبهها في الآية الأخرى بالجان لسرعة حركتها ونشاطها وخفتها، فاجتمع لها مع أنها في جسم الثعبان وكبر خلقه نشاط الجان وسرعة حركته، وهذا أبهر في باب الاعجاز وأبلغ في خرق العادة.
والثاني أنه تعالى لم يرد بذكر الجان في الآية الأخرى الحية، وإنما أراد أحد الجن، فكأنه تعالى أخبر بأن العصا صارت ثعبانا في الخلقة وعظم الجسم، وكانت مع ذلك كأحد الجن في هول المنظر وإفزاعها لمن شاهدها، ويمكن أن يكون للآية تأويل آخر وهو أن العصا لما انقلبت حية صارت أولا بصفة الجان وعلى صورته، ثم صارت بصفة الثعبان على تدريج ولم تصر كذلك ضربة واحدة. (3)

(١) في نسخة: واختص طريقا قريبا.
(٢) راجع ما تقدم ذيل الخبر الثاني.
(٣) الغرر والدرر 1: 18 - 19، واختصره المصنف راجع المصدر.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435