بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٥٣
عليه محبة منها فرحمته آسية وأحبته حبا شديدا، فلما سمع الذباحون أمره أقبلوا على آسية بشفارهم ليذبحوا الصبي، فقالت آسية للذباحين: انصرفوا فإن هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل، فآتي فرعون فأستوهبه إياه فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم، وإن أمر بذبحه لم ألمكم، فأتت به وقالت: " قرة عين لي ولك لا تقتله عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا " فقال فرعون: قرة عين لك، فأما أنا فلا حاجة لي فيه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي يحلف به لو أقر فرعون أن يكون قرة عين كما أقرت به لهداه الله تعالى كما هدى به امرأته ولكن الله تعالى حرمه ذلك.
قالوا: فأراد فرعون أن يذبحه وقال: إني أخاف أن يكون هذا من بني إسرائيل، وأن يكون هذا هو الذي على يديه هلاكنا وزوال ملكنا، فلم تزل آسية تكلمه حتى وهبه لها، فلما أمنت آسية أرادت أن تسميه باسم اقتضاه حاله وهو موشى لأنه وجد بين الماء والشجر و " مو " بلغة القبط الماء و " الشا " (1) الشجر فعرب فقيل موسى.
وروي عن ابن عباس أن بني إسرائيل لما كثروا بمصر استطالوا على الناس وعملوا بالمعاصي، ووافق خيارهم شرارهم، ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، فسلط الله عليهم القبط فاستضعفوهم وساموهم سوء العذاب، وذبحوا أبناءهم، وقال وهب: بلغني أنه ذبح في طلب موسى سبعين ألف وليد.
وعن ابن عباس أن أم موسى لما تقارب ولادتها وكانت قابلة من القوابل مصافية (2) لها، فلما ضربها الطلق أرسلت إليها فأتتها وقبلتها، (3) فلما أن وقع موسى بالأرض هالها نور بين عيني موسى، فارتعش كل مفصل منها ودخل حبه قلبها، ثم قالت لها: يا هذه ما جئت إليك حين دعوتني إلا ومن رأيي قتل مولودك وإخبار فرعون بذلك، ولكن وجدت لابنك هذا حبا ما وجدت مثله قط، فاحفظي فإنه هو عدونا، فلما خرجت القابلة من

(1) لعل الصحيح. تفسير العياشي.
(2) صافي فلانا: أخلص له الود.
(3) قبلت المرأة: كانت قابلة. قبلت القابلة الولد: تلقته عند الولادة. وقبلتها أي أخرجت ولدها.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435