بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٩١
معا، فالمراد بوسط الامر حينئذ مجموع هذا الكلام، إذ في أول الكلام نسب التعييب إلى نفسه رعاية للأدب، وفي آخر الكلام خص الإرادة به تعالى، وفي هذا الكلام اشترك معه تعالى في الامرين، مع أنه كان الأنسب تخصيص الأول بنفسه والثاني به تعالى، وعلى الوجهين يكون وسط الامر منصوبا على الظرفية بتقدير (في) ويحتمل أن يكون فاعلا لقوله: (عمل) أي عمل فيه أمر وسط من البشرية لأنه لم ينسب الإرادة إلى نفسه بل جعلها مشتركة بين الرب تعالى وبينه، ولكنه بيعد. (1) قوله عليه السلام: (للتبيين) أي لان يتبين له أنه لا يعلم كل شئ، وأنه جاهل لا يعلم شيئا إلا بتعليم الله تعالى، وأنه يمكن أن يكون في البشر من هو أعلم منه، أو المعنى أنه كان الغرض تعليم موسى لا كون الخضر حجة عليه وأفضل منه وكون موسى عليه السلام رعية له بل كان واسطة كالملك.
قوله عليه السلام: (بذهب ولا فضة) أي لم يكن المقصود كونه ذهبا وفضة، بل كان الغرض إيصال العلم المنقوش فيه إليهما، فلا ينافي كون اللوح من ذهب. قوله: (وتصرف أهلها) أي تغيرهم. قوله: (متصلا) لعله ضمن معنى الاعراض أو الانفصال، أي صار متصلا به تعالى، معرضا أو منفصلا مما أتاه أولا، والظاهر أنه كان " متنصلا " من قولهم: تنصل إليه، أي انتفى من ذنبه واعتذر، فصحف.
ثم اعلم أنه يظهر من هذا الكلام أنه كان منه عليه السلام غفلة في أول الأمر أيضا، مع أنه قد سبق في أول الكلام عذر ذلك، وأنه إنما نسب إلى نفسه لمكان التعييب، ويمكن توجيهه بأن الغفلة ليست من جهة نسبة التعييب إلى نفسه، بل لعدم التصريح بأن هذا من أمره تعالى، لأنه كان يظهر من كلامه عليه السلام أنه كان مستبدا بذلك، فلذا اعتذر ورجع عنه.
5 - علل الشرائع: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن طيفور الدامغاني الواعظ بفرغانة يقول في خرق الخضر عليه السلام السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدران: تلك إشارات من الله تعالى

(1) وقال البيضاوي في آخر كلامه: ويجوز أن يكون قوله: (فخشينا) حكاية قول الله عز وجل بعد أن نسب الخشية إلى موسى عليه السلام. منه رحمه الله. قلت: في أنوار التنزيل هكذا: حكاية قول الله عز وجل: " فأردنا ".
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435