بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٩٠
الصدر. والمراد بالإبانة في المواضع إما طلب الامتياز وإظهار الفضل أو إظهار أصل الفعل، وربما يقرء الأنانية في المواضع. (1) قوله: (لعلة ذكر التعييب) أي إنما لم ينسب الفعل إليه تعالى رعاية للأدب، لان نسبة التعييب إليه تعالى غير مناسب، وأما ما يناسب أن ينسب إليه تعالى فهو إرادة صلاحهم بهذا التعييب. قوله: (وإنما اشترك في الإبانة) الغرض بيان أنه لم قال: " فخشينا وأردنا " مع أنه كان الأنسب نسبة الخشية إلى نفسه والإرادة إليه تعالى، أو كان المناسب نسبة المصالح جميعا إليه تعالى؟ ويمكن تقريره بوجهين:
الأول: أنه لما أمره تعالى بقتل الغلام وأخبره بأنه سيقع منه كفر ولم يأمن البداء فيما اخبر به فلذا عبر عنه بالخشية، ولما كان ذلك بإخباره تعالى فقد راعى الجهتين، ونسب إلى نفسه لكون الخشية من جهته، ونسب إلى الرب تعالى أيضا ليعلم أنه إنما علم ذلك بإخباره تعالى، فخشية الحيلولة كناية عن احتمال البداء، أو يقال: إنه لما لم يأمن النسخ في الامر بالقتل وعلى تقديره كان يتحقق طغيانه بوالديه ويحرم الخضر عن امتثال هذا الامر فكأنه قال: إنما بادرت إلى ذلك أو فعلت ذلك مبادرا لأني خشيت أن ينسخ هذا الامر فيرهقهما طغيانا ولم أفز بثواب هذه الطاعة، أو خشيت أن يحول مانع بيني وبينه وإن لم ينسخ فلم يتأت مني فعله وأكون محروما من ثوابه، وأما نسبته إلى الرب فالوجه فيه ما ذكرنا أولا.
وأما قوله: " فأردنا " فلما لم يكن فيه هذه النكتة نسبه إلى البشرية، أي إنما عبر عن الإرادة كذلك لأنه عمل فيه البشرية في وسط الكلام، إذ التعبير عن الخشية لم يكن من البشرية، وفي آخر الكلام نسب الابدال إلى الرب، وإنما كان عمل البشرية في التعبير عن الإرادة في وسط الكلام.
الثاني: أن يكون الاشتراك في الخشية والإرادة كلتيهما منسوبا إلى البشرية، فيكون قوله: (لأنه خشي) تعليلا لاحد جزئي الاشتراك، أعني نسبة الخشية إلى نفسه. وقوله: (فعمل فيه) تعليل لنسبة الخشية إلى الرب ونسبة الإرادة إلى نفسه

(1) وهو بعيد في الغاية.
(٢٩٠)
مفاتيح البحث: القتل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435