بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٣٤
فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم " قال الامام: قال الله عز وجل: واذكروا يا بني إسرائيل " إذ قال موسى لقومه " عبدة العجل: " يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم " أضررتم بها " باتخاذكم العجل " إلها " فتوبوا إلى بارئكم " الذي برأكم وصوركم " فاقتلوا أنفسكم " يقتل بعضكم بعضا (1) يقتل من لم يعبد العجل من عبده " ذلكم خير لكم " ذلك القتل خير لكم " عند بارئكم " من أن تعيشوا في الدنيا وهو لا يغفر لكم فيتم في الحياة الدنيا خيراتكم، (2) ويكون إلى النار مصيركم، وإذا قتلتم وأنت تائبون جعل الله عز وجل القتل كفارتكم وجعل الجنة منزلكم ومقيلكم، قال الله عز وجل: " فتاب عليكم " قبل توبتكم قبل استيفاء القتل لجماعتكم، وقبل إتيانه على مكافأتكم، (3) وأمهلكم للتوبة واستبقاكم للطاعة " إنه هو التواب الرحيم ".
قال: وذلك أن موسى عليه السلام لما أبطل الله عز وجل على يديه أمر العجل فأنطقه بالخبر عن تمويه السامري وأمر موسى عليه السلام أن يقتل من لم يعبده من عبده تبرأ أكثرهم وقالوا: لم نعبده، فقال الله عز وجل لموسى: أبرد هذا العجل بالحديد بردا، (4) ثم ذره في البحر، فمن شرب منه ماء (5) اسود شفتاه وأنفه وبان ذنبه، ففعل فبان العابدون، فأمر الله الاثني عشر ألفا أن يخرجوا على الباقين شاهرين السيوف (6) يقتلونهم، ونادى مناد: (7) ألا لعن الله أحدا اتقاهم بيد أو رجل، ولعن الله من تأمل المقتول لعله ينسبه حميما قريبا فيتعداه إلى الأجنبي، (8) فاستسلم المقتولون، فقال القاتلون: نحن أعظم مصيبة منهم، نقتل بأيدينا آباءنا وأمهاتنا وأبناءنا وإخواننا وقراباتنا ونحن لم نعبد، فقد ساوى بيننا

(1) في نسخة: بقتل بعضكم بعضا.
(2) في المصدر: فيتم في الحياة الدنيا حياتكم.
(3) في نسخة وفى المصدر: على كافتكم.
(4) في نسخة: أبرد هذا العجل بالذهب بردا، وفى المصدر: أبرد هذا العجل الذهب بالحديد بردا (5) في المصدر: من مائه.
(6) في نسخة: شاهري السيوف.
(7) في المصدر: ونادى مناديه.
(8) في المصدر: يتبينه حميما أو قريبا فيتوقاه ويتعداء إلى الأجنبي.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435