بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٦
الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة (1) فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار 165 - 167.
" وقال سبحانه ": وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا (2) عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون * ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء (3) صم بكم عمي فهم لا يعقلون 170 - 171.
" وقال تعالى ": ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر " إلى قوله ": وأولئك هم المتقون 177.

(1) أي رجعة إلى الدنيا.
(2) أي وجدنا عليه آباءنا.
(3) نعق الغراب: صاح. المؤذن: رفع صوته بالاذان. الراعي بغنمه: صاح بها وزجرها.
قال الطبرسي: ثم ضرب الله مثلا للكفار في تركهم إجابة من يدعوهم إلى التوحيد وركونهم إلى التقليد فقال: " مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق " أي يصوت " بما لا يسمع " من البهائم " إلا دعاء ونداء " واختلف في تقدير الكلام وتأويله على وجوه: أولها أن المعنى: مثل الذين كفروا في دعائك إياهم أي مثل الداعي لهم إلى الايمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التي لا تفهم، وإنما تسمع الصوت، فكما أن الانعام لا يحصل لها من دعاء الراعي إلا السماع دون تفهم المعنى فكذلك الكفار لا يحصل لهم من دعائك إياهم إلى الايمان إلا السماع دون تفهم المعنى لأنهم يعرضون عن قبول قولك وينصرفون عن تأمله فيكونون بمنزلة من لم يعقله ومن لم يفهمه، وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام. ثانيها أن يكون المعنى: مثل الذين كفروا ومثلنا، أو مثل الذين كفروا و مثلك يا محمد كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، أي كمثل الانعام المنعوق بها والناعق الراعي الذي يكلمها وهي لا تعقل. ثالثها أن المعنى: مثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام كمثل الراعي في دعائه الانعام بتعال وما جرى مجراه من الكلام فكما أن من دعا البهائم يعد جاهلا فداعى الحجارة أشد جهلا منه. رابعها أن مثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام وهي لا تعقل كمثل الذي ينعق دعاء ونداء بما لا يسمع صوته جملة، ويكون المثل مصروفا إلى الغنم وما أشبهها مما يسمع وإن لم يفهم.
خامسها أن يكون المعنى: ومثل الذين كفروا كمثل الغنم الذي لا يفهم دعاء الناعق.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست