بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ١٧
قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون * قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا (1) ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون * وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل * لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون * وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * " إلى قوله تعالى ": قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين 1 - 71.
" وقال سبحانه ": وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون * وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون * " إلى قوله تعالى ": وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم (2) سبحانه وتعالى عما يصفون * بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم " إلى قوله ": قد جاءكم بصائر من ربكم فمن

(1) أي فرقا مختلفة الأهواء والنزعات.
(2) قال الرضى قدس الله روحه في التلخيص " ص 38 ": هذه استعارة، والمراد انهم ادعوا له سبحانه بنين وبنات بغير علم، وذلك مأخوذ من الخرق وهي الأرض الواسعة وجمعها خروق لان الريح تنخرق فيها أي تتسع، والخرق من الرجال: الكثير العطاء، فكأنه ينخرق به، والخرقة جماعة الجراد، والخريق: الريح الشديد الهبوب، وكان معنى قوله تعالى: " وخرقوا له " أي اتسعوا في دعوى البنين والبنات له وهم كاذبون في ذلك. ومن قرأ: " وخرقوا " بالتشديد فإنما أراد تكثير الفعل من هذا الجنس، والاختراق والاختلاق والاختراع والابتشاك بمعنى واحد وهو الادعاء للشئ على طريق الكذب والزور.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست