بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٣٥
وقيل: هي القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت " وهي خاوية على عروشها " أي خالية " وقيل: خراب، وقيل: ساقطة على أبنيتها وسقوفها كأن السقوف سقطت ووقع البنيان عليها " قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها " أي كيف يعمر الله هذه القرية بعد خرابها؟
وقيل: كيف يحيي الله أهلها بعد ما ماتوا؟ ولم يقل ذلك إنكارا ولا تعجبا ولا ارتيابا ولكنه أحب أن يريه الله إحياءها مشاهدة (1) " فأماته الله مائة عام ثم بعثه " أي أحياه " قال كم لبثت " في التفسير أنه سمع نداءا من السماء: كم لبثت؟ يعني في مبيتك ومنامك، وقيل:
إن القائل نبي، وقيل: ملك، وقيل: بعض المعمرين ممن شاهده عند موته وإحيائه، " قال لبثت يوما أو بعض يوم " لان الله تعالى أماته في أول النهار وأحياه بعد مائة سنة في آخر النهار، فقال: يوما، ثم التفت فرأى بقية من الشمس فقال: أو بعض يوم، ثم قال: " بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه " أي لم تغيره السنون، وإنما قال: لم يتسنه على الواحد لأنه أراد جنس الطعام والشراب، وقيل: أراد به الشراب لأنه أقرب، وقيل: أراد عصيرا وتينا وعنبا وهذه الثلاثة أسرع الأشياء تغيرا وفسادا فوجد العصير حلوا والتين والعنب كما جنيا لم يتغير، " وانظر إلى حمارك " كيف تفرقت أجزاؤه وتبددت عظامه، ثم انظر كيف يحييه الله، وإنما قال ذلك له ليستدل بذلك على طول مماته " ولنجعلك آية للناس " فعلنا ذلك، وقيل: معناه:
فعلنا ذلك إجابة لك إلى ما أردت " ولنجعلك آية " أي حجة للناس في البعث " وانظر إلى العظام كيف ننشرها " كيف نحييها، وبالزاي كيف نرفعها من الأرض فنردها إلى أماكنها من الجسد، ونركب بعضها إلى بعض " ثم نكسوها " أي نلبسها " لحما " واختلف فيه فقيل: أراد عظام حماره، وقيل: أراد عظامه، قالوا: أول ما أحيا الله منه عينه، وهو مثل غرقئ البيض فجعل ينظر إلى العظام البالية المتفرقة تجتمع إليه وإلى اللحم الذي قد أكلته السباع تأتلف إلى العظام من ههنا ومن ههنا وتلتزم وتلتزق بها حتى قام وقام حماره " فلما تبين له " أي ظهر وعلم " قال أعلم " أي أيقن " أن الله على

(1) الآية إنما تدل على استبطاء هذا النبي إحياء عظام الموتى واستعظامه المدة واستطالته ذلك كما يشهد به ما في جوابه تعالى حيث يقول له بعد إحيائه: " كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام " وقد بيناه تفصيلا في تفسير الميزان فراجع. ط. "
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326