بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٣٢
في مراتب الارتقاء فتسبق إلى الكمالات حتى تصير من المكملات، أو صفات أنفس الغزاة أو أيديهم تنزع القسي بإغراق السهام، وينشطون بالسهم للرمي ويسبحون في البر والبحر فيسبقون إلى حرب العدو فيدبرون أمرها، أو صفات خيلهم فإنها تنزع في أعنتها نزعا تغرق فيه الأعنة لطول أعناقها وتخرج من دار الاسلام إلى دار الكفر، وتسبح في جريها فتسبق إلى العدو فتدبر أمر الظفر، أقسم الله بها على قيام الساعة، وإنما حذف لدلالة ما بعده عليه " يوم ترجف الراجفة " وهو منصوب به، والمراد بالراجفة الاجرام الساكنة التي تشتد حركتها حينئذ كالأرض والجبال، لقوله:
" يوم ترجف الأرض والجبال " أو الواقعة التي ترجف الاجرام عندها وهي النفخة الأولى " تتبعها الرادفة " التابعة وهي السماء والكواكب تنشق وتنتثر، أو النفخة الثانية، والجملة في موقع الحال " قلوب يومئذ واجفة " شديدة الاضطراب من الوجيف وهي صفة لقلوب، والخبر: " أبصارها خاشعة " أي أبصار أصحابها ذليلة من الخوف، ولذلك أضافها إلى القلوب " يقولون أئنا لمردودون في الحافرة " في الحالة الأولى يعنون الحياة بعد الموت، من قولهم: رجع فلان في حافرته أي طريقه التي جاء فيها فحفرها أي أثر فيها بمشيه على النسبة كقوله: عيشة راضية " أئذا كنا عظاما ناخرة " أي بالية أو نخرة وهي أبلغ " قالوا تلك إذا كرة خاسرة " ذات خسران أو خاسر أصحابها، والمعنى أنها إن صحت فنحن إذا خاسرون لتكذيبنا بها وهو استهزاء منهم " فإنما هي زجرة واحدة " متعلق بمحذوف أي لا يستصعبوها فما هي إلا صيحة واحدة يعني النفخة الثانية " فإذا هم بالساهرة " فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتا في بطنها، والساهرة الأرض البيضاء المستوية، وقيل: اسم جهنم.
وفي قوله تعالى: " يوم تبلى السرائر ": أي تتعرف وتميز بين ما طاب من الضمائر وما خفي من الاعمال وما خبث منها " فما له " للانسان " من قوة " من منعة في نفسه يمتنع بها " ولا ناصر " يمنعه.
وفي قوله تعالى: " فما يكذبك " أي فأي شئ يكذبك يا محمد؟ دلالة أو نطقا " بعد بالدين " بالجزاء بعد ظهور هذه الدلائل، وقيل: " ما " بمعنى " من " وقيل: الخطاب للانسان على الالتفات، والمعنى: فما الذي يحملك على هذا التكذيب؟ " أليس الله
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326