بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ١٧٣
والبطئ والسريع، حتى يحصي ذلك؟ أو هبه قدر على ذلك حتى فرغ مما في السماء هل كان يستقيم له حساب ما في السماء حتى يحكم حساب ما في الأرض وما تحتها و أن يعرف ذلك مثل ما قد عاين في السماء؟ لان مجاريها تحت الأرض على غير مجاريها في السماء، فلم يكن يقدر على أحكام حسابها ودقائقها وساعاتها إلا بمعرفة ما غاب عنه تحت الأرض منها، لأنه ينبغي أن يعرف أي ساعة من الليل يطلع طالعها، وكم يمكث تحت الأرض، وأية ساعة من النهار يغيب غائبها لأنه لا يعاينها، ولا ما طلع منها ولا ما غاب، ولابد من أن يكون العالم بها واحدا وإلا لم ينتفع بالحساب إلا تزعم أن ذلك الحكيم قد دخل في ظلمات الأرضين والبحار فسار مع النجوم والشمس والقمر في مجاريها على قدر ما سار في السماء حتى علم الغيب منها، وعلم ما تحت الأرض على قدر ما عاين منها في السماء.
قال: وهل أريتني أجبتك إلى أن أحدا من أهل الأرض رقى إلى السماء وقدر على ذلك حتى أقول: إنه دخل في ظلمات الأرضين والبحور؟ قلت: فكيف وقع هذا العلم الذي زعمت أن الحكماء من الناس وضعوه وأن الناس كلهم مولدون به وكيف عرفوا ذلك الحساب وهو أقدم منهم؟.
أقول: في نسخة السيد ابن طاووس هنها زيادة:
" قال: أرأيت إن قلت لك: إن البروج لم تزل وهي التي خلقت أنفسها على هذا الحساب ما الذي ترد علي؟ (1) قلت: أسألك كيف يكون بعضها سعدا وبعضها نحسا، وبعضها مضيئا وبعضها مظلما، وبعضها صغيرا وبعضها كبيرا؟.
قال: كذلك أرادت أن تكون بمنزلة الناس، فإن بعضهم جميل، وبعضهم قبيح، وبعضهم قصير، وبعضهم طويل، وبعضهم أبيض، وبعضهم أسود، وبعضهم صالح، وبعضهم طالح. قلت: فالعجب منك إني أراودك منذ اليوم على أن تقر بصانع فلم تجبني إلى ذلك حتى كان الآن أقررت بأن القردة والخنازير خلقن أنفسهن!.
قال: لقد بهتني بما لم يسمع الناس مني! قلت: أفمنكر أنت لذلك؟ قال:

(1) في نسخة: ما الذي يرد على.
(١٧٣)
مفاتيح البحث: السيد إبن طاووس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309