مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٧٣
قلت: لا أدري، فقال: " يا بن بكير إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ " قلت: لا أدري، قال: " إن الله تبارك وتعالى أمر جبرئيل (عليه السلام) فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانت بين يديه مثل راحته في كفه، ينظر إلى أهل الشرق والغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم، ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة إلا دعاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه " (1).
[/ 24] وقال علي بن إبراهيم: في قوله تعالى * (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) * (2) قال الصادق (عليه السلام): " ذلك في الرجعة " (3).
وقال في قوله سبحانه * (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا) * (4) وهو في الرجعة إذا رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام).
[/ 25] أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: قول الله تبارك وتعالى * (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) * (5) قال: " ذلك والله في الرجعة، أما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا، والأئمة من بعدهم قتلوا ولم ينصروا، وذلك في الرجعة " (6).

١ - تفسير القمي ٢: ٢٠٢ - ٢٠٣، وعنه في البحار ١٨: ١٨٨ / ٢٠.
٢ - غافر ٤٠: ١١.
٣ - تفسير القمي ٢: ٢٥٦، وعنه في البحار ٥٣: ٥٦ / ٣٦.
٤ - غافر ٤٠: ٥١.
٥ - غافر ٤٠: ٥١.
٦ - تفسير القمي ٢: ٢٥٨ - 259، وعنه في البحار 11: 27 / 15، وعن المختصر في البحار 53: 65 / 57.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»