كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٤٦
قالا ما الافتراق فقل هو مباينتها فإن قال ما الحركة فقل هي ما فرغ به التحرك مكانا وشغل مكانا فإن قال ما السكون فقل هو لبث الجوهر في مكان وقتين فما زاد واعلم أن الجوهر إذا لم يكن في مكان فهو ليس بمتحرك ولا ساكن فإن قال لك ما المكان فقل هو ما أحاط بالمتمكن فمكان الجوهر ستة أمثاله تحيط به من جميع جهاته وصفحة العالم العليا هي مكان للعالم ولا مكان لها ولا يقال في الحقيقة انها متحركة ولا ساكنة وكذلك المستفتح الوجود من الجواهر عندنا وعند أكثر أهل النظر انه ليس بمتحرك ولا ساكن فإن قال لك ما الحي فقل من صح كونه قادرا فان قال ما القادر فقل هو من صح منه الفعل فإن قال ما العالم فقل هو من كان فعله محكما منتظما فان قال ما المريد فقل هو عند التحقيق من قطع على أحد الامرين المعترضين فإن قال أتقولون ان الله تعالى مريد فقل أما على الحقيقة فلا يجوز ذلك عليه وأما على المجاز فقد يوصف به اتساعا في الألفاظ وقد وصف نفسه سبحانه بأنه مريد كما وصف نفسه بأنه غضبان وراض ومحب وكاره وهذه كلها صفات مجازات فإن قال فما الفائدة في قولكم ان الله تعالى مريد فقل هي حصول العلم للسامع بأنه سبحانه في أفعاله وأوامره منزه عن صفة الساهي والعابث فإن قال فما ارادته فقل الجواب عن هذا السؤال على قسمين أحدهما ارادته لما يفعله وهي الفعل المراد نفسه والاخر ارادته لما يفعله غيره وهي امره بذلك الفعل فإن قال فما غضبه فقل وجود عقابه فإن قال فما رضاه فقل وجود ثوابه فإن قال فما محبته فقل هي على قسمين أحدهما ان يحب المؤمن بمعنى يحسن إليه ويثيبه والاخر انه يحبب الطاعة بمعنى يأمر بها فإن قال فما كراهته فقل هي بالضد من ذلك فان قال ما المتكلم فقل هو من فعل كلاما فإن قال ما الكلام فقل هو الأصوات المنتظمة انتظاما يدل على معان فإن قال ما الخبر فقل هو ما أمكن فيه الصدق والكذب فإن قال ما الصدق فقل هو الاخبار عن الشئ بما هو به فإن قال ما الكذب فقل هو الاخبار عن الشئ بخلاف ما هو به فإن قال ما الحق فقل ما هو عقد معتقده البرهان فإن قال ما الباطل فقل هو ما خذل معتقده البيان فإن قال ما الصحيح فقل هو الحق بعينه فإن قال ما الفاسد فقل هو الباطل بعينه فإن قال ما العقل فقل هو عرض يحل الحي يفرق بين الحسن والقبح ويصح بوجوده عليه التكليف فإن قال ما الحسن فقل هو ما كان للعقول ملائما فإن قال ما القبح فقل هو ما كان لها منافرا فإن قال ما العلم فقل هو اعتقاد الشئ على ما هو به مع سكون النفس إلى المعتقد فإن قال ما الجهل فقل هو اعتقاد الشئ على خلاف ما هو عليه فإن قال ما المعرفة فقل هي العلم بعينه فإن قال ما النظر فقل هو استعمال العقل في الوصول إلى معرفة الغائب باعتبار دلالة الحاضر فإن قال ما الدليل فقل هو المعتبر في ادراك ما طلبت النفس ادراكه فإن قال ما الحجة فقل هي الدليل بعينه
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»