كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٤٧
فإن قال ما الشبهة فقل هي ما عرض للنفس عند انصرافها عن طريق الحق من باطل تخيلته حقا (فصل من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في ذكر العلم) قال أمير المؤمنين عليه السلام قيمة كل امرئ ما يحسن والناس أبناء ما يحسنون العلم وراثة مستفادة * رأس العلم الرفق وآفته الخرق * الجاهل صغير وإن كان شيخا * والعالم كبير وإن كان حدثا * الأدب يغني من الحسب * من عرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار * العلم في الصغر كالنقش في الحجر * زلة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق * الآداب تلقيح الافهام ونتائج الأذهان * فإذا استوضحت فاعزم * لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف * من جالس العلماء وقر * ومن خالط الأنذال حقر * لا تحقرن عبدا آتاه الله علما فإن الله تعالى لم يحقره حين آتاه إياه * المودة أشبك الأنساب * والعلم أشرف الأحساب * لا كنز أنفع من العلم * ولا قرين سوء شر من الجهل * العلم خير من المال لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال * والعلم يزكو على الانفاق والمال ينفذ بالنفقة * العلم حاكم والمال محكوم عليه * عليكم بطلب العلم طلبه فريضة وهو صله بين الاخوان ودال على المروءة وتحفه في المجالس وصاحب في السفر وانس في الغربة * ومن عرفت الحكمة لم يصبر على الازدياد منها * الشريف من شرفه علمه (فصل من كلامه عليه السلام في ذكر الحلم وحسن الخلق) الحلم سجية فاضلة * أول عوض الحليم من حلمه ان الناس انصاره على الجاهل * من حلم عن عدوه ظفر به * شدة الغضب تغير المنطق * وتقطع مادة الحجة وتفرق الفهم * لا نسب أنفع من الحلم ولا حسب أنفع من الأدب * ولا نصب أوجع من الغضب * حسن الخلق يبلغ درجة الصائم القائم * حسن الخلق خير رفيق * رب عزيز اذله خلقه وذليل اعزه خلقه * من لانت كلمته وجبت محبته * التواضع يكسبك السلامة * زينة الشريف التواضع * حسن الأدب ينوب عن الحسب * (تأويل آية) ان سئل سائل عن قوله سبحانه * (حتى إذا جاء امرنا وفار التنور وقلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه إلا قليل) * هود (الجواب) أما التنور فقد ذكر في معناه وجوه أحدها ان يكون المراد به ان النور برز والضوء ظهر واتت امارات دخول النهار وتقضي الليل وهذا التأويل يروى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وثانيها ان يكون معنى ذلك واشتد غضب الله تعالى عليهم وحل وقوع نقمته بهم فذكر التنور مثلا لحصول العذاب كما تقول العرب قد حمى الوطيس إذا اشتدت الحرب وعظم الخطب وقد قارب القوم إذا اشتدت حربهم وثالثها ان يكون أراد بالتنور وجه الأرض وان الماء نبع وظهر على وجهها وقد روي هذا عن ابن عباس قال والعرب تسمى وجه الأرض تنورا ورابعها ان يكون هو التنور
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»