الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٤١٥
آخر الآية فقد مات والله جدي رسول الله وأبي (عليهما السلام) وصاح الوسواس الخناس ودخل الشك في قلوب الناس ونعق ناعق الفتنة وخالفتهم السنة فيها لها من فتنة صماء بكماء عمياء لا يسمع لداعيها ولا يجاب مناديها ولا يخالف واليها ظهرت ظلمة النفاق وسيرت آيات أهل الشقاق وتكاملت جيوش أهل العراق المراق بين الشام والعراق هلموا رحمكم الله إلى الاصباح والنور الوضاح والعالم الجحجاح إلى النور الذي لا يطفى والحق الذي لا يخفى يا أيها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة ومن برهة الوسنة وتكاثف الظلمة ومن نقصان الهمة فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتردى بالعظمة لئن قام لي منكم عصبة بقلوب صافية ونيات مخلصة لا يكون فيها شوب ولا نفاق ولا نية فراق لجاهدنا بالسيف قدما قدما ولاصفن من السيف جوانبها ومن الرماح أطرافها ومن الخيل سنابكها فتكلموا رحمكم الله فكأنما ألجموا بلجام الضمت ابن الصرد وبنو الجارود ثلاثة وعمرو بن الحمق الخزاعي وحجر بن عدي الكندي والطرماح ابن عطارد السعدي وهاني بن عروة السدوسي والمختار بن أبي عبيد الثقفي وشداد بن عباد الكاهلي، ومحمد بن عطارد الباهلي، وتمام العشرين من همدان، فقالوا لي: يا ابن رسول الله ما نملك غير أنفسنا وسيوفنا وها نحن بين يديك لأمرك طائعين وعن رأيك صادرين مرنا بما شئت فنطرت يمنة ويسرة فلم أر أحدا غيرهم فقلت لهم لي أسوة بجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين عبد الله سرا وهو يومئذ في تسعة وثلاثين رجلا فلما أكمل الله له أربعين صاروا في عدة فاظهر امر الله فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ثم رفعت رأسي نحو السماء وقلت: اللهم إني قد دعوت وانذرت وصوبت ونبهت فكانوا عن إجابة الداعي غافلين وعن نصرته قاعدين وعن طاعته مقصرين ولأعدائه ناصرين اللهم فأنزل عليهم رجزك وبأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين ونزلت عن المنبر وأمرت أوليائي وأهل بيتي فشدوا رواحلكم وخرجت من الكوفة راحلا إلى المدينة
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»
الفهرست