الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٤١٢
رسول الله فقمت ويدك اليمنى علي واليسرى على الفضل بن العباس معجلا لا تستقر قدماك على الأرض حتى دخلت المسجد ولحقت أبا بكر قد قام مقامك في الصلاة فأخرجته وصليت بالناس فوالله لقد تكلم المنافقون بفضل أبي بكر حتى تقدم للصلاة بعهدك يا رسول الله فاحتججت عليهم لما أظهروا ذلك بعد وفاتك فلم ادع لهم فيها اعتلالا ولا مذهبا ولا حجة ينقلون بها وثنيت وقلت: ان زعمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تقديم أبي بكر في الصلاة لأنه أفضل الأمة عنده فلما خرجه عن فضل ندبه إليه وان زعمتم ان رسول الله امر بذلك وهو مثقل عن النهضة فلما وجد الحق فسارع فلم يسعه القعود فالحجة عليك في اسقاط أبي بكر وان زعمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوقفه عن يمينه دون الصفوف فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر امام المسلمين في تلك الصلاة فهذا لا يكون وان زعمتم انه أوقفه عن شماله فقد كان أبو بكر امام رسول الله لان الامام إذا صلى برجل واحد فمقامه عن يمينه لا عن شماله وان زعمتم انه أوقفه بينه وبين الصف الأول فقد كان رسول الله امام أبي بكر وأبو بكر امام المسلمين وهذا الامر لا يكون ولا يقوم رجل واحد في الصلاة الا امام الصلاة وان زعمتم انه اقامه في الصف الأول فما فضله على جميع الصف الأول وان زعمتم ان رسول الله اقامه في الصف الأول مسمع فيه التكبير في الصلاة لأنه كان في حال ضيقه من العلة لا يسمع ساير من في المسجد فقد كفرتم أبا بكر وحبطتم عمله لان الله عز وجل يقول يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وأنتم لا تشعرون والله ما ذاك يا رسول الله الا انني لم أجد ناصرا من المسلمين على نصرة دين الله ولقد دعوتهم كما أخبرتكم الموفقة فاطمة انني حملتها وذريتها إلى دور المهاجرين والأنصار أذكرهم بأيام الله وما اخذته عليهم يا رسول الله بأمر الله من العهد والميثاق لي في أربعة مواطن وتسليمهم علي بإمرة المؤمنين بعهدك فيعدوني النصرة ليلا ويقعدون عني نهارا حتى إذا جاءني ثقات
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»
الفهرست