الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٥٦
الصفة لم يطلع الفجر يا عمة فأسرعت في الصلاة وتحركت نرجس فدنوت منها ضممتها إلي وسميت عليها، ثم قلت لها: هل تحسين بشئ، قالت نعم، فوقع علي سبات لم أتمالك معه ان نمت ووقع علي حكيمة، مثل ذلك فلم انتبه الا بحس سيدي المهدي وضجة أبي محمد يقول يا عمة هاتي ابني إلي فقد قبلته فكشفت عن سيدي إليه التسليم فإذا هو ساجد ملتقي الأرض بمساجده وعلى ذراعه الأيمن مكتوب (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) فضممته إلي فوجدته متضرعا فلففته بثوب وحملته إلى أبي محمد (عليه السلام) فاخذه واقعده على راحته اليسرى وجعله راحته اليمنى على ظهره وادخل لسانه في فيه ومريده على ظهره ومفاصله وسمعه ثم قال، تكلم يا بني فقال: اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين ولم يزل يعد الأئمة (عليهم السلام) حتى بلغ إلى نفسه ودعا لأولياءه على يده بالفرج ثم أحجم فقال أبو محمد (عليه السلام): يا عمة اذهبي به إلى أمه لتسلم عليه واتيني به فمضت به إليها فسلمت عليه وردته إليه، ثم وقع بيني وبين أبي محمد كالحجاب فلم أر سيدي فقلت لأبي محمد: يا سيدي أين مولاي فقال: اخذه من هو أحق به منك فإذا كان في اليوم السابع فإننا فلما جاء اليوم السابع اتيت وسلمت وجلست فقال لي (عليه السلام) هلمي ابني فجئت سيدي وهو في ثياب صفر ففعل به كفعله الأول وجعل لسانه في فيه ثم قال: تكلم يا بني فقال: اشهد ان لا إله إلا الله واثنى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والأئمة حتى وقف على أبيه، ثم قرأ (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) ثم قال اقرأ يا بني ما انزل الله على أنبيائه ورسله فابتدأ بصحف شيث، وإبراهيم، قرأها بالسريانية، وصحف إدريس، ونوح، وهود، وصالح، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وقرآن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين)، ثم قص قصص النبيين والمرسلين إلى عهده فلما كان بعد أربعين
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 351 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»
الفهرست