الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٣١
رأيت فقبض قبضة دنانير وأعطاني إياها وقال هذا ثمن حبرتيك وربحهما فوزناه وحسبناه فكان كما قال لا زاد حبة ولا نقص حبة قال يا بني تعرفه قلت لا يا عم فقال: هذا مولانا أبو محمد الحسن بن علي حجة الله على خلقه فهذه أول دلالة رأيتها منه (عليه السلام).
وعنه عن أبي الفضل محمد بن علي بن عبد الله الحسيني المعروف بباعر قال خرجت من الكوفة إلى زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين وقد عرفت ولادة المهدي (عليه السلام) وان الشيعة تتضرع إلى الله في المشاهدة وبحمده وشكره على ولادته فقالت لي أمي: وكانت مؤمنة يا بني اسال الله عند قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ان يرزقك خدمة مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهم السلام) كما رزق أباك علي بن عبد الله قال أبو الفضل: فلم أزل اسال الله وأتوسل بابي عبد الله الحسين إلى أن رزقني منزلة أبي من سيدنا أبي محمد الحسن (عليه السلام) قال فلما كان في وقت السحر بليلة النصف من شعبان جاءني خادم وقد طرحت نفسي على شاطئ الحير من شدة التعب والقيام فجلس الخادم عند رأسي وقال لي يا أبا الفضل محمد بن علي مولاي أبو محمد الحسن قد سمع دعاءك فصر الينا مخلصا بما تنطقه وبما سالت فقلت له ما اسمك قال سرور فقلت يا سرور وما انا على هيئة وما معي ما ينهض إلى العسكر حتى أرجع إلى الكوفة وأصلح شأني وأحصل فقال قد بلغتك الرسالة فافعل ما ترى فرجعت على الزيارة إلى الكوفة وعرفت أمي بما من الله علي بما قاله الخادم وشكرت الله وحمدته فقالت: يا بني قد أجاب الله دعاءك ودعائي لك فقم ولا تقعد فأصلحت شاني وخرجت ومعي علي الذهبي من سوق الصاغة بالكوفة ووصته بي خيرا وأمرته قبل يدي لأني كنت حدثا فخرجنا من الكوفة إلى بغداد ووقف اني نزلت على عم لي حبيس وكانت ليلة الشعانين فدعوني إلى أن خرجت معهم إلى الشعانين وصاروا بي إلى دار الروميين
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست