الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٣٠
ان أقول ليس معي حبرا فأخالف ما وصاني به الرجل وخفت ان أقول نعم فاكذب فتحيرت وانا ساكت فقال قم يا محمد إلى حاديك وعد ستة اسفاط من متاعك وافتح السفط السابع واعزل الثوب الأول الذي تلقاه بأوله وخذ الثوب الثاني فافتح وخذ الحبرة التي في طيه وفيها رقعة في ثمن الحبرة وما رسم لك فيها من الربح وهو في العشرة اثنان والثمن اثنان وعشرون دينارا واحد عشر قيراطا وحبة وانشر الرزمة العظمى في متاعك فعد منها ثلاثة أثواب وافتح الثوب الرابع فإنك تجد في طيه حبرة في طيها رقعة الثمن تسعة عشر دينارا، وتسع قراريط وحبتان الربح العشرة اثنان فقلت:
نعم، ولا علم لي بذلك فوقفت عند قيامي بين يديه فمشيت القهقري ولم أول ظهري اجلالا واعظاما وانا لا اعرفه فقال لي الخادم، ونحن في الطريق طوبى لك لقد أسعدك الله بقدومك فلم أغير قولي نعم وصرت إلى حانوتي ودعوت الرجل وقصصت عليه قصتي وما قال لي فوضع خده للأرض وبكى وقال قولك يا مولاي حق فعلمه من علم الله وقام إلى الأسفاط والرزم واستخرج الحبرتين وأخرج الرقعتين فوجدنا رأس المال والربح موضوحا في طي الحبرتين كما قال (عليه السلام) فقلت يا عم اي شئ هذا الانسان كاهن أو حاسب أو مخدوم فبكى وقال يا بني لم تخاطب بما خوطبت به الا لان لك عند الله منزلة وسيعلم من لا يعلم فقلت يا عم ما لي قلب ارجع إليه قال ارجع فرجعت فسكن ما في قلبي وقوي مشيي وانا معجب من نفسي إلى أن قربت من الدار فقال: انا منتظرك إلى أن تخرج فقلت يا عم اعتذر إليه، وأقول: اني لم اعلم بالحبرتين قال: لا بل تقعد كما قيل لك فدخلت ووضعت الحبرتين بين يديه فقال لي: اجلس فجلست وانا لا أطيق انظر إليه اجلالا واعظاما له، فقال للخادم، خذ الحبرتين منه فاخذهما ودخل فضرب بيده إلى البساط وقبض قبضة وقال هذا ثمن حبرتيك وربحهما امض راشدا وانا لم أر شيئا على البساط وإذا اتاك رسولنا فلا تتأخر عنا فاخذته في طرف ملاءتي وإذا هي دنانير وخرجت فإذا بالرجل فقال هات حدثني فأخذت بيده وقلت يا عم الله الله فما أطيق أحدثك بما
(٣٣٠)
مفاتيح البحث: الإخفاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست