شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٩٢
أنها نعمة ولا تتم تلك المعرفة الا بان يعرف أن النعم كلها جليها وخفيها من الله تعالى وأنه المنعم الحقيقي وأن الأوساط كلها منقادون لحكمه مسخرون لامره. الثاني الحال التي هي ثمرة تلك المعرفة وهي الخضوع والتواضع والسرور بالنعم لا من حيث أنها موافقة لغرض النفس فان في ذلك متابعة لهواها واقتصار همه في رضاها، بل من حيث أنها هدية دالة على عناية المنعم بك وعلامة ذلك أن لا تفرح من الدنيا الا بما يوجب القرب منه، الثالث العمل الذي هو ثمرة تلك الحال فإن تلك الحال إذا حصلت في القلب حصل فيه نشاط للعمل الموجب للقرب منه، وهذا العمل يتعلق بالقلب واللسان والجوارح أما علم القلب فالقصد إلى تعظيمه وتحميده وتمجيده والتفكر في صنائعه وأفعاله وآثار لطفه والعزم على ايصال الخير والاحسان إلى كافة خلقه، وأما عمل اللسان فاظهار ذلك المقصود بالتحميد والتمجيد والتسبيح والتهليل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك، وأما عمل الجوارح فاستعمال نعمه الظاهرة والباطنة في طاعته وعبادته والتوقى من الاستعانة بها في معصيته ومخالفته كاستعمال العين في مطالعة مصنوعاته ومشاهدة كتابه وعلاماته واستعمال الاذن في سماع براهينه وآياته وقس عليهما سائر الجوارج ومن ههنا ظهر أن الشكر من أشرف معارج السالكين وأعلى مدارج العارفين ولا يبلغ إليها إلا من ترك الدنيا وراء ظهره وهم قليلون ولذلك قال الله سبحانه (وقليل من عبادي الشكور).
(والمعافى الشاكر له الخ) المعافى اسم المفعول من عافاه الله إذا سلمه من الأسقام والبلايا والعافية اسم منه وهي أيضا مصدر على فاعلة.
(والمعطى الشاكر له من الاجر كاجر المحروم القانع) المعطى أيضا اسم مفعول وضمير «له» راجع إلى الاعطاء سواء كان من الله تعالى أو من غيره والقانع من القناعة وهي الرضا بما آتاه الله تعالى لا من القنوع وهو السؤال قال في المصباح قنع يقنع قنوعات سأل وفي التنزيل (وأطعموا القانع والمعتر) والقانع السائل الذي يطيف ولا يسأل. وقنعت به قنعا من باب تعب وقناعة رضيت به.
* الأصل به.
2 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزيادة.
* الشرح:
قوله (ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزيادة) مثله في نهج البلاغة «ما كان الله ليفتح على عبد باب الشكر ويغلق عليه باب الزيادة» ودل عليه أيضا الآية الكريمة (ولئن شكرتم
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428