شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٨٢
والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الأمانة.
* الشرح قوله: (إنا لنحب من كان عاقلا) له جوهر مجرد (1) ويميز بين الحق والباطل والهادي والمضل.
(فهما) الفهم من صفات العاقل وهو جودة تهيؤ الذهن لقبول ما يرد عليه من الحق وبه ينتقل من المبادى إلى المطالب بسرعة.
(فقيها) الفقه العلم بالأحكام من الحلال والحرام وبالأخلاق وآفات النفوس (2) من الحق أو بصيرة قلبية في أمر الدين تابعة للعلم والعمل مستلزمة للخوف والخشية (3)

1 - قوله «له جوهر مجرد» جرى على اصطلاح الحكماء فإن العقل عندهم يطلق على العقل النظري والعقل العملي، وهما مما امتاز به الإنسان من سائر الحيوانات. فإنها تشترك مع الإنسان في الحس، ويمتاز الإنسان عنها بشيئين: الأول بأنه يدرك الحسن والقبح في الأفعال ويحكم بأن بعض الأعمال حسن وبعضها قبيح، ولا يدرك الحيوان شيئا من ذلك البتة، وكذلك كلف الإنسان بتكاليف وصار مسؤولا عن أفعاله «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا» وهذا يسمى العقل العملي وهو الذي أنكره الأشاعرة. والثاني أن يدرك الكليات والمعاني العامة. ولا يدركها الحيوانات والدليل عليه أنه يتكلم، وأكثر كلماته كليات يدرك معناها ويحكى عنها ولا يقدر على ذلك الحيوانات الآخر. فالحيوان يتوجع ويعرض له إلا لم ويحس ويخاف من عدوه، ويحصل له الباعث على الفرار، ويجب أولاده ويحفظها من الآفات حتى تكبر وتستغني عن الأم، ولكن لا يقدر على لفظ يحكى به عن معين إلا لم والخوف والحب لأنه لم يدرك معنى عاما يشمل أفراد كل منها، وإنما يحصل لها مصاديق هذه المعاني كما يحصل للطفل الصغير قبل أن يتكلم، ولذلك عبر عن إدراك الكلي بالنطق، وبالجملة أشار الشارح بقوله «يدرك به المعقولات» إلى العقل النظري، وبقوله «يميز بين الحق والباطل» إلى العقل العملي وكلاهما حاصل للإنسان بسبب تجرده عن المادة ذاتا وإن تعلق بها فعلا ولا ريب أن الاختيار من لوازم النفس المجردة والطبيعة مقهورة مجبورة في أفعالها لا سبيل لها إلى التخلف عما أودع فيها، والإنسان لكونه مختارا غير مجبورا لابد أن يكون له قوة يرجح بها ما ينبغي أن يفعله ويميز ما يجب أن يتركه وهو العقل العملي، ولكونه مستعدا لاستنباط المجهولات من المعلومات أن يكون له عقل نظري يدرك به الكليات إذ الجزئي لا يكون كاسبا ولا مكتسبا. (ش) 2 - قوله «وبالأخلاق وآفات النفوس» جرى على اصطلاح الأئمة (عليهم السلام) في تعريف الفقه. فإن الفقه عندهم (عليهم السلام) كان يشمل علم الأخلاق وغيره. ولكن المتأخرين (رضي الله عنه) عنهم خصصوا الفقه بالاحكام الظاهرية وميزوا بينه وبين علم الاخلاق ولا مشاحة في الاصطلاح. (ش) 3 - قوله «مستلزمة للخوف والخشية» فرق بعض علماء الأخلاق بين الخوف والخشية وقال ابن الخوف من الضعفاء وأهل الأهواء لكثرة معاصيهم وتقصيرهم يخافون العذاب. والخشية حاصلة للعلماء بالله والأولياء لمعرفتهم بعظمة بهم والاستشعار بشدة قهره وكمال رحمته، وعظم قدرته وإحاطة علمه وسائر صفاته الكمالية لا للخوف من العذاب إذ لا خوف عليهم ولاهم يحزنون وقال تعالى: «إنما يخشي الله من عباده العلماء». (ش)
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428