شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٧٩
أو القوة وصدق الخوف عن المعصية بأن يتركنها ومن التقصير في العلم بأن يسعى في كماله ومن عدم الوصول إلى درجة الأبرار بأن يسعى في اكتساب الخيرات فلوا دعى الخوف في شيء من ذلك وبقى عليه ولم يسع في إزالته فهو كاذب وصدق الخضوع بأن يخضع لله تعالى لا لغيره فمن ادعى الخضوع لله تعالى وهو يخضع لغيره فهو كاذب وصدق الفقر بأن يترك عن نفسه هواها ومتمنياتها وآمالها وإلا فهو ليس بفقير، وصدق القوة أن يصرفها في الطاعات فمن صرفها في المعاصي فهو ضعيف عاجز.
(وصدق اللسان) بأن لا يتكلم بما ليس فيه رضاه تعالى مثل الكذب واللغو والفحش والغيبة ونحوها بل يتكلم بما فيه رضاه من الأمور الدينية أو الدنيوية.
(وأداء الأمانة) أي أمانة الناس برا كان أو فاجرا أو أمانة الله تعالى أيضا مثل الإمامة وفعل الطاعات وترك المنهيات والعهود.
(وصلة الرحم) أي الإحسان إلى الأقربين من ذوى النسب والأصهار والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم في السر والعلانية وإن أساؤه فكأنه بالإحسان إليهم وصل ما بينهم وبينه من علاقة القرابة والصهر، ويدخل فيها صلة أقرباء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (وأقراء الضيف) أي المؤمن أو المسلم مطلقا أو الأعم منه، ومن الكتابي على احتمال لدلالة.
ظاهر بعض الروايات عليه، وأما الحربي ففيه تأمل والظاهر أن الإقراء بمعنى القري المجرد يقال:
قريت الضيف أقريه من باب رمى قرى بالكسر والقصر والاسم القراء بالفتح والمد.
(وإطعام السائل) كذلك والإطعام كما يوجب الثواب الجزيل في الآخرة كذلك يدفع الفقر والبلاء وبوجب زيادة الرزق في الدنيا ثم يتفاوت ذلك بحسب تفاوت نية المطعم واحتياجه واستحقاق السائل وصلاحه.
(والمكافاة على الصنائع) جمع الصنيعة وهي ما اصطنعته من خير وكل شيء ساوى شيئا حتى صار مثله فهو مكافيء له والمكافاة بين الناس من هذا، ويقال بالفارسية پاداش دادن بمثل وقد يعم ويراد مطلق المجازاة الشامل للمساوي والأزيد والأنقص ثم المكافاة من باب الآداب والاستحباب لجواز الأخذ من غير عوض للروايات منها رواية إسحاق بن عمار قال قلت له: « الرجل الفقير يهدي إلى الهدية يتعرض لما عندي فآخذها ولا أعطيه شيئا؟ قال نعم هي لك حلال ولكن لا تدع أن تعطيه».
(والتذمم للجار، والتذمم للصاحب) التفعل يجيء للتجنب مثل تأثم وتحرج أي تجنب الاثم والحرج، ومنه التذمم وهو مجانبة الذم والتحرز منه والمقصود أن من مكارم الرجل أن يحفظ ذمام
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428