شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٣٧
قوله: (وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليه برفق) ينبغي لأرباب الكمال وأهل الصحة والسلامة أو يرحموا أهل النقص وأرباب الذنوب بإنقاذهم واعانتهم على الخروج منهما بالرفق واللطف تدريجا لأن ذلك دأب الانبياء والعلماء العالمين بكيفية التعليم والتفهيم، وفي قوله «فارفعه إليك» دلالة واضحة على أن القيام على الدرجة الاولى ليس من باب الحتم والحصر بل هو قابل للترقي إلى الأعلى فالأعلى حتى يبلغ غاية ما يمكن له من الكمل. لا يقال الخبر السابق دل على أن صاحب عشر جزء لا يقدر أن يكون مثل صاحب العشرين فكيف يؤمر صاحب العشرين بأن يرفعه إلى درجته برفق؟ لأنا نقول لعل المقصود أنه صاحب عشر بالفعل وله استعداد اكتساب عشر آخر على أنه لو فرض اختصاصه بالعشر وعدم استعداده للزائد في نفس الأمر فلا ريب في أن صاحب العشرين لا يعلم ذلك، بل ربما يظن أنه قابل للترقى فهو مأمور بهذا الاعتبار رجاء لتحقق مظنونه والله أعلم.
قوله: (من كسر مؤمنا فعليه جبره) إن كان كسره بإخراجه عن الدين فعليه أن يدخله فيه بالإرشاد وإن كان يكسر قلبه فعليه أن يرضيه.
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن سدير قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): إن المؤمنين على منازل منهم على واحدة ومنهم على اثنتين ومنهم على ثلاث ومنهم على أربع ومنهم على خمس ومنهم على سبع فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة ثنتين ولم يقو وعلى صاحب الثنتين ثلاثا لم يقو وعلى صاحب الثلاث أربعا لم يقو وعلى صاحب الأربع خمسا لم يقو وعلى صاحب الخمس ستا لم يقو على صاحب الست سبعا لم يقو وعلى هذه الدرجات.
* الأصل 4 - عنه، عن علي بن الحكم، عن محمد بن سنان، عن الصباح بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) 2: قال : ما أنتم والبراءة، يبرء بعضكم من بعض، إن المؤمنين بعضهم أفضل من بعض، وبعضهم أكثر صلاة من بعض، وبعضهم أنفذ بصرا من بعض وهي الدرجات.
* الشرح قوله: (وبعضهم أنفذ بصرا) لعل المراد بالبصر البصر القلبي فهو إشارة إلى تفاوت الدرجات في القوة النظرية وما قبله إلى تفاوت الدرجات في القوة العملية، وكان قوله «وهي الدرجات» إشارة إلى الدرجات التي في قوله تعالى (هم درجات عند الله».
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428