قوله: (وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليه برفق) ينبغي لأرباب الكمال وأهل الصحة والسلامة أو يرحموا أهل النقص وأرباب الذنوب بإنقاذهم واعانتهم على الخروج منهما بالرفق واللطف تدريجا لأن ذلك دأب الانبياء والعلماء العالمين بكيفية التعليم والتفهيم، وفي قوله «فارفعه إليك» دلالة واضحة على أن القيام على الدرجة الاولى ليس من باب الحتم والحصر بل هو قابل للترقي إلى الأعلى فالأعلى حتى يبلغ غاية ما يمكن له من الكمل. لا يقال الخبر السابق دل على أن صاحب عشر جزء لا يقدر أن يكون مثل صاحب العشرين فكيف يؤمر صاحب العشرين بأن يرفعه إلى درجته برفق؟ لأنا نقول لعل المقصود أنه صاحب عشر بالفعل وله استعداد اكتساب عشر آخر على أنه لو فرض اختصاصه بالعشر وعدم استعداده للزائد في نفس الأمر فلا ريب في أن صاحب العشرين لا يعلم ذلك، بل ربما يظن أنه قابل للترقى فهو مأمور بهذا الاعتبار رجاء لتحقق مظنونه والله أعلم.
قوله: (من كسر مؤمنا فعليه جبره) إن كان كسره بإخراجه عن الدين فعليه أن يدخله فيه بالإرشاد وإن كان يكسر قلبه فعليه أن يرضيه.
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن سدير قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): إن المؤمنين على منازل منهم على واحدة ومنهم على اثنتين ومنهم على ثلاث ومنهم على أربع ومنهم على خمس ومنهم على سبع فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة ثنتين ولم يقو وعلى صاحب الثنتين ثلاثا لم يقو وعلى صاحب الثلاث أربعا لم يقو وعلى صاحب الأربع خمسا لم يقو وعلى صاحب الخمس ستا لم يقو على صاحب الست سبعا لم يقو وعلى هذه الدرجات.
* الأصل 4 - عنه، عن علي بن الحكم، عن محمد بن سنان، عن الصباح بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) 2: قال : ما أنتم والبراءة، يبرء بعضكم من بعض، إن المؤمنين بعضهم أفضل من بعض، وبعضهم أكثر صلاة من بعض، وبعضهم أنفذ بصرا من بعض وهي الدرجات.
* الشرح قوله: (وبعضهم أنفذ بصرا) لعل المراد بالبصر البصر القلبي فهو إشارة إلى تفاوت الدرجات في القوة النظرية وما قبله إلى تفاوت الدرجات في القوة العملية، وكان قوله «وهي الدرجات» إشارة إلى الدرجات التي في قوله تعالى (هم درجات عند الله».