شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٢٦
قوله: (وقال «السابقون السابقون») السابقون مبتدأ وخبر أي السابقون إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والإيمان والإخلاص والطاعة هم السابقون إلى المقامات العلية والدرجات الرفيعة أو السابقون ذلك هم السابقون الذي عرفت حالهم وبلغك وصفهم، ويكون تعريف الخبر للمبالغة والإشارة إلى ما هو معلوم لك، وهذا بحسب الظاهر خبر، وبحسب المعنى حث على المسابقة إلى ما ذكر.
قوله: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) قال المفسرون: السابقون الأولون من المهاجرين هم الذين صلوا إلى القبلتين أو شهدوا بدورا أو أسلمو قبل الهجرة ومن الأنصار أهل بيعة العقبة الاولى وكانوا سبعة نفر وأهل بيعة العقبة الثانية، وكانوا سبعين، وقال الفاضل النيشابوري: الظاهر أن الآية عامة في كل من سبق بالهجرة والنصرة، وقال أكثر العلماء كلمة «من» للتبعيض وإنما استحق السابقون منهم هذا التعظيم لأنهم آمنوا وفي عدد المسلمين قلة وفيهم ضعف فقوى الإسلام بسببهم، وكثر عدد المسلمين واقتدى بهم غيرهم، وقيل للتبيين فيتناول المدح جميع الصحابة.
قوله: (والذين اتبعوهم باحسان) قال صاحب الكشاف والنيشابوري هم الذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زارة مصعب بن عمير فعلمهم القرآن وقال القاضي: هم اللاحقون بالسابقين أو من اتبعوهم بالإيمان والطاعة إلى يوم القيامة.
قوله: (ثم ذكر ما فضل الله عز وجل به أولياءه) بعد ما فرغ عن ذكر آيات دلت على الدعاء إلى الاستباق ذكر آيات دلت على ما يترتب عليه من التفضيل وأعلاء الدرجة.
قوله: (تلك الرسل) في الكشاف تلك إشارة إلى جماعة الرسل التي ذكر قصصها في سورة أو التي ثبت علمها عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قوله: (ورفع بعضهم فوق بعض درجات) في الكشاف أي منهم من رفعه على سائر الأنبياء فكان بعد تفاوتهم في الفضل أرفع منهم بدرجات كثيرة، والظاهر أنه أراد محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه هو المفضل عليهم حيث أوتى ما لم يؤته أحد من الآيات المتكاثرة المرتقية إلى ألف آية أو أكثر ولو لم يؤت إلا القرآن وحده لكفى به فضلا منيفا على ساير ما أوتى الأنبياء لأنه المعجزة الباقية على وجه الدهر دون ساير المعجزات، وفي هذه الابهام من تفخيم فضله وأعلاء قدره ما لا يخفى لما من الشهادة على أنه العلم الذي لا يشتبه والتميز الذي لا يلتبس.
قوله: (هم درجات) أي ذوو درجات متفاوتة بعضها فوق بعض.
قوله: (ويؤت كل ذي فضل فضله) فوجب بحسب وعده الصادق أن يضع كل ذي فضل في
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428