شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٣٦
قوله: (فجعل الجزء عشرة أعشار ثم قسمه بين الخلق) أي جعل كل جزء عشرة أجزاء فبلغ المجموع أربعمائة وتسعين جزءا، والمالك للجميع هو الكامل مطلقا والفاقد للجميع هو الناقص مطلقا وما بينهما كامل وناقص بالإضافة والناس بعد تفاوتهم بهذه المراتب متشاركون في أصل القوة التكليفية والقدرة واللوم باعتبار هذه القوة والقدرة وابطال استعدادهما وصرفهما في غير الجهات المشروعة لا باعتبار ما هو فوق طاقتهما.
* الأصل 2 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن عثمان، عن محمد بن حماد الخزاز. عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عبد العزيز إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتى ينتهي إلى العاشرة فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق ولا تحملن عليه مالا يطبق فتكسره، فإن من كسر مؤمنا فعليه جبره.
* الشرح قوله: (أن الإيمان عشر درجات) (1) المركب منه ومن العمل والأجزاء الأصلية المذكورة التي جعل كل واحد عشرة أجزاء.

1 - قوله «الإيمان عشر درجات» لا ينافي ذلك تسبيع الأقسام أو جعلها تسعة وأربعين على ما ذكرنا، وأما اختلاف الناس في درجاتهم والتكلم معهم على قدر عقولهم وعدم جواز جمل أحد على شيء لا يقدر فهو مما لا يخفى على المزاولين لهذه الامور كالتدريس والوعظ ووصي به الحكماء أيضا في علومهم التي لا يستلزم الخطأ فيها سوء العاقبة فكيف في علم الدين الذي لا نجاة للضال فيه أبدا. قال الشيخ أبو علي بن سينا في آخر الإشارات ألقمتك قفى الحكم في لطائف الكلم فصنه عن الجاهلين والمبتذلين ومن لم يرزق الفطنة الوقادة والدربة والعادة وكان صغاه مع الغاغة أو كان من ملحدة هؤلاء المتفلسفة ومن همجهم انتهى.
ومما أوصى به أفلاطون أن لا يتصدي أحد للفلسفة إذا لم يحكم العلوم التعليمية وكان مكتوبا على مدرسه:
من لا يعلم الهندسة فلا يحضرون هنا والسر فيه أن العقل الإنساني قلما يخلص عن شائبة الوهم ومثاله المعروف الميت جماد والجماد لا يخاف عنه يحكم به العقل ولا يذعن به الوهم والإنسان بعد قيام الديلي على عدم الخوف يخاف من الميت متابعة لوهمه ونظير هذا ثابت في كل قضية عقلية قام على صحته البرهان والوهم حاضر يعارضه وقل إن يتفق رجل لا يتشوش خاطره به ويقدر على الجزم بالحق والقطع على الدليل وعدم الاعتناء بالوهم ومما جربنا في العلوم وجربنا عليه في تدريس العقليات منذ سنين الاحتراز من تعليم الفلسفة الإلهية لمن لم يرتض ذهنه بالرياضيات كالهندسة والهيئة ولا نتكم في العقليات مع من لا يعرفها فإن الخاطر يتبلبل ويتشوش عند سماع البرهان ويتردد بين قبول البرهان ومتابعة أوهامه المرتكزة الراسخة في قلبه منذ حداثته إلى أن كمل ومن أحسن ما يؤثر في إقامة الذهن البراهين الرياضية. (ش)
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428