شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٦ - الصفحة ٤١١
المحققين (1) من أن الملائكة أجسام لطيفة تتشكل بأشكال مختلفة.
* الأصل:
3 - محمد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم قال: حدثني مالك بن عطية الأحمسي، عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت.
فقلت: جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شيء هو؟
فقال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا، نجعله سيحا لأولادنا.
فقلت: جعلت فداك وإنهم ليأتونكم؟
فقال: يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا.

(١) قوله «على ما ذهب إليه بعض المحققين» كلام الشارح يدل على وجود قائل بغير هذا القول أعني كون الملائكة أجساما لطيفة يتشكل بأشكال مختلفة. وهذا يشتمل على ثلاثة قيود والمخالف لابد أن ينكر أحدها بأن ينفي كونها أجساما أو يلتزم بأنها أجسام غير لطيفة أو لا يتشكل بأشكال مختلفة، وإني لا أعرف قائلا بذلك، والشارح أعلم بما قال والحكماء القائلون بالعقول المجردة لا يخالفون في تمثلهم بصورة جسمانية كما أن علماء الشريعة لا يلتزمون بأن الملائكة أجسام غير مدركة للكليات، واعلم أن الملائكة من موجودات عالم الغيب لا من عالم الشهادة ولذلك لا يراهم الناس مطلقا إلا الأنبياء والأولياء، وقد وقع الاصطلاح على أن يسمى ما يختص برؤيته بعض الناس جسما مثاليا وما يتشارك في رؤيته الجميع جسما ماديا وهذه قاعدة كلية في تميز الجسم المثالي عن المادي وكذلك ما يراه الرجل في وقت دون الآخر، والملائكة والجن والأجسام التي تتعلق بها النفوس وعالم البرزخ من القسم الأول وكذلك الروضة من رياض الجنة في قبر المؤمن والحفرة من حفر النيران في قبر الكافر وغير ذلك، ومما ينبغي أن ينبه عليه الفرق بين الجسم المثالي المحقق في الخارج وبين ما يتراءى للممرورين والمبرسمين من الخيالات التي لا تحقق لها إلا في ذهن الرائي والعلامة الفارقة بينهما أن كل ما يراه الرجل ولا يراه غيره إن كان مقرونا بأخبار وإعلام يعلم الرائي قصور مقدرته عن إدراكها فهو جسم مثالي حقيقي له مبدء خارج عن قوى الرائي ووهمه وخياله، مثلا إذا رأى صورة متمثلة أخبرته بأن حادثا سيقع في المستقبل مثل أن زيدا يجيء غدا وعمرا يموت بعد غد ووقع ما أخبر كما أخبر فهذه علامة أنه لم يكن من خيالاته وأوهامه لأنه لا يقدر على أن يستنبط بنفسه ما يقع بعد ذلك إذ هو من علم الغيب فلابد أن يكون مبدؤه خارجا عن ذهن الرائي، ومثله إذا ألقى عليه مسألة علمية يعلم قصور فكره عن فهمها بنفسه كعامي لا يعرف شبهة ابن كمونة إذا ألقى عليه دفع هذه الشبهة، ثم الفرق بين الجن والملك والعلامة المايزة بينهما أن الملك يلقي على النفس الفضائل والعلوم الحقيقية الكلية والخير والمستحسنات، والجن الأمور الجزئية والحيل الدنيوية والتدابير الجسمية والشعر والغزل وأمثال ذلك، ولا يشتبه الأمر قط إذ يلهم المكاشف الحقيقي ويعلم علما ضروريا لا يختلج بباله غيره أنه ملك، فإن بقي الشك له فالشك دليل عدم كونه ملكا لأن الشك من الشيطان لا محالة. (ش)
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الحديث الثاني من باب شأن (إنا أنزلناه) 3
2 باب في أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون في ليلة الجمعة 24
3 باب لولا أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون لنفد ما عندهم 26
4 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (عليهم السلام) 28
5 باب نادر فيه ذكر الغيب 30
6 باب أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علموا 36
7 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم 37
8 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء (عليهم السلام) 43
9 باب أن الله لم يعلم نبيه إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه كان شريكه في العلم 48
10 باب جهات علوم الأئمة (عليهم السلام) 49
11 باب أن الأئمة (عليهم السلام) لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه 51
12 باب التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلى الأئمة (عليهم السلام) في أمر الدين 53
13 باب في أن الأئمة (عليهم السلام) بمن يشبهون ممن مضى، وكراهية القول فيهم بالنبوة 60
14 باب أن الأئمة (عليهم السلام) محدثون مفهمون 66
15 باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة (عليهم السلام) 69
16 باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة (عليهم السلام) 74
17 باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله عليهم جميعا السلام 80
18 باب في أن الأئمة صلوات الله عليهم في العلم والشجاعة والطاعة سواء 82
19 باب أن الإمام (عليه السلام) يعرف الإمام الذي يكون من بعده وأن قول الله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات) إلى أهلها، فيهم (عليهم السلام) نزلت 84
20 باب أن الإمامة عهد من الله عزوجل معهود من واحد إلى واحد (عليهم السلام) 89
21 باب أن الأئمة (عليهم السلام) لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله عزوجل وأمر منه لا يتجاوزونه 92
22 باب الأمور التي توجب حجة الإمام (عليه السلام) 104
23 باب ثبات الإمامة في الأعقاب وأنها لا تعود في أخ ولا عم ولا غيرهما من القرابات 108
24 باب ما نص الله عزوجل ورسوله على الأئمة (عليهم السلام) واحدا فواحدا 109
25 باب الإشارة والنص على أمير المؤمنين (عليه السلام) 126
26 باب الإشارة والنص على الحسن بن علي (عليهما السلام) 148
27 باب الإشارة والنص على الحسين بن علي (عليهما السلام) 158
28 باب الإشارة والنص على علي بن الحسين (عليهما السلام) 168
29 باب الإشارة والنص على أبي جعفر (عليه السلام) 170
30 باب الإشارة والنص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) 172
31 باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى (عليه السلام) 175
32 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) 182
33 باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) 205
34 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث (عليه السلام) 214
35 باب الإشارة والنص على أبي محمد (عليه السلام) 219
36 باب الإشارة والنص إلى صاحب الدار (عليه السلام) 226
37 باب في تسمية من رأى القائم (عليه السلام) 230
38 باب في النهى عن الاسم 236
39 باب نادر في حال الغيبة 238
40 باب في الغيبة 249
41 باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة 272
42 باب كراهية التوقيت 332
43 باب التمحيص والامتحان 337
44 باب إنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر 342
45 باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل ومن جحد الأئمة أو بعضهم ومن أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل 345
46 باب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله 351
47 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى، وهو من الباب الأول 354
48 باب فيمن عرف الحق من أهل البيت (عليهم السلام) ومن أنكر 357
49 باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام (عليه السلام) 359
50 باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه 366
51 باب حالات الأئمة (عليهم السلام) في السن 371
52 باب إن الإمام لا يغسله إلا إمام من الأئمة (عليهم السلام) 377
53 باب مواليد الأئمة (عليهم السلام) 380
54 باب خلق أبدان الأئمة وأرواحهم وقلوبهم (عليهم السلام) 393
55 باب التسليم وفضل المسلمين 401
56 باب أن الواجب على الناس بعدما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه معالم دينهم ويعلمونهم ولايتهم ومودتهم له 407
57 باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار (عليهم السلام) 410
58 باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم ويتوجهون في أمورهم 413
59 باب في الأئمة (عليهم السلام) أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة، عليهم السلام والرحمة والرضوان 419
60 باب أن مستقى العلم من بيت آل محمد (عليهم السلام) 422
61 باب أنه ليس شيء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة (عليهم السلام) وأن كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل 426
62 فهرس الآيات 431