شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٦ - الصفحة ٣٣٠
ضد الدنيا وضرتها إذ التعلق بأحد الضدين يوجب قطع التعلق بالآخر والسلوك في أحد السبيلين المتقابلين يورث البعد من الآخر، وإليه أشار (عليه السلام) بقوله: ولم يدع حرص الدنيا ومطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم ثم إن الحرص قد يشتد حتى يجعل مطلب الآخرة كالعلم والعمل والوعظ والنصيحة وأمثال ذلك ذريعة إلى طلب الدنيا وتحصيلها كما هو المشاهد في كثير من أبناء الزمان، وإليه أشار (عليه السلام) بقوله: حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم، نعوذ بالله من ذلك.
قوله (وذكرت أني ثبطت الناس عنك) ثبطت بتشديد الباء من التثبيط وهو المنع والتعويق والشغل عن الأمر.
قوله (وما منعني من مدخلك) أي ليس المانع من الدخول فيما دخلت ضعف العلم بالسنة، ولا عدم البصيرة بالحجة بل المانع شيء آخر وهو أن الله تعالى خلق الإنسان على أمشاج مختلفة وصفات مختلفة وطبائع متفاوتة، والخلق على هذا النحو منعني من ارتكاب مثل ما ارتكبت لأن الأصل والصفة والطبيعة مني مانعة عن مثل هذا.
قوله (ما العترف في بدنك وما الصهلج في الإنسان) كأن الصهلج عرق والعترف داء عظيم خبيث يحرك صاحبه فيما لا ينبغي، والغرض من هذا السؤال هو التنبية على أن الجاهل بشيء ما لا يكون إماما أبدا.
قوله (أحذرك معصية الخليفة) الظاهر أنه أراد بالخليفة هارون العباسي وإنما حذره عن معصيته لعلمه بأنه لا يقدر على مقاومته مع خوف الضرر والهلاك في مخالفته، ولا يجوز التعرض لذلك عقلا وشرعا لا لأنه حق ومتابعته واجبة من حيث أنه خليفة، ويحتمل أن يراد بالخليفة نفسه (عليه السلام) على سبيل التورية لأنه الخليفة في الواقع.
قوله (قبل أن تأخذك الأظفار) كناية عن الأخذ الشديد بحيث لا يمكن التخلص منه.
قوله (ويلزمك الخناق) الخنق بكسر النون مصدر خنقه إذا عصر حلقه والخناق فاعله والخناق بكسر الخاء وتخفيف النون ما يخنق به من حبل أو وتر أو نحوه، وبضمها داء يمنع نفوذ النفس إلى الرئة والقلب، والمراد سوء حاله وضيق البلاد عليه.
قوله (من كل مكان) متعلق بالفعلين على سبيل التنازع.
قوله (فتروح إلى النفس من كل مكان ولا تجده) الظاهر أنه متفرع على الفعل الأخير أي تسير وتغدو إلى طلب النفس والراحة من كل مكان ولا تجده أو لا تجد مكانه.
قوله (أبقاه الله) إخبار بأنه أبقاه، أو دعاء له بالبقاء لعله أنه تعالى أبقاه إلى مدة فدعاؤه تابع لإرادته عز وجل وحيث لا يجوز الدعاء للظالم بالبقاء لا يجوز إذا جعل الدعاء وسيلة لبقائه على أنه يمكن أن يراد بها صورة الدعاء، وإنما جاء بها حفظا لنفسه، ودفعا لما تقرر في نفس الطاعن
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الحديث الثاني من باب شأن (إنا أنزلناه) 3
2 باب في أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون في ليلة الجمعة 24
3 باب لولا أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون لنفد ما عندهم 26
4 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (عليهم السلام) 28
5 باب نادر فيه ذكر الغيب 30
6 باب أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علموا 36
7 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم 37
8 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء (عليهم السلام) 43
9 باب أن الله لم يعلم نبيه إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه كان شريكه في العلم 48
10 باب جهات علوم الأئمة (عليهم السلام) 49
11 باب أن الأئمة (عليهم السلام) لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه 51
12 باب التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلى الأئمة (عليهم السلام) في أمر الدين 53
13 باب في أن الأئمة (عليهم السلام) بمن يشبهون ممن مضى، وكراهية القول فيهم بالنبوة 60
14 باب أن الأئمة (عليهم السلام) محدثون مفهمون 66
15 باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة (عليهم السلام) 69
16 باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة (عليهم السلام) 74
17 باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله عليهم جميعا السلام 80
18 باب في أن الأئمة صلوات الله عليهم في العلم والشجاعة والطاعة سواء 82
19 باب أن الإمام (عليه السلام) يعرف الإمام الذي يكون من بعده وأن قول الله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات) إلى أهلها، فيهم (عليهم السلام) نزلت 84
20 باب أن الإمامة عهد من الله عزوجل معهود من واحد إلى واحد (عليهم السلام) 89
21 باب أن الأئمة (عليهم السلام) لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله عزوجل وأمر منه لا يتجاوزونه 92
22 باب الأمور التي توجب حجة الإمام (عليه السلام) 104
23 باب ثبات الإمامة في الأعقاب وأنها لا تعود في أخ ولا عم ولا غيرهما من القرابات 108
24 باب ما نص الله عزوجل ورسوله على الأئمة (عليهم السلام) واحدا فواحدا 109
25 باب الإشارة والنص على أمير المؤمنين (عليه السلام) 126
26 باب الإشارة والنص على الحسن بن علي (عليهما السلام) 148
27 باب الإشارة والنص على الحسين بن علي (عليهما السلام) 158
28 باب الإشارة والنص على علي بن الحسين (عليهما السلام) 168
29 باب الإشارة والنص على أبي جعفر (عليه السلام) 170
30 باب الإشارة والنص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) 172
31 باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى (عليه السلام) 175
32 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) 182
33 باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) 205
34 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث (عليه السلام) 214
35 باب الإشارة والنص على أبي محمد (عليه السلام) 219
36 باب الإشارة والنص إلى صاحب الدار (عليه السلام) 226
37 باب في تسمية من رأى القائم (عليه السلام) 230
38 باب في النهى عن الاسم 236
39 باب نادر في حال الغيبة 238
40 باب في الغيبة 249
41 باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة 272
42 باب كراهية التوقيت 332
43 باب التمحيص والامتحان 337
44 باب إنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر 342
45 باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل ومن جحد الأئمة أو بعضهم ومن أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل 345
46 باب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله 351
47 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى، وهو من الباب الأول 354
48 باب فيمن عرف الحق من أهل البيت (عليهم السلام) ومن أنكر 357
49 باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام (عليه السلام) 359
50 باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه 366
51 باب حالات الأئمة (عليهم السلام) في السن 371
52 باب إن الإمام لا يغسله إلا إمام من الأئمة (عليهم السلام) 377
53 باب مواليد الأئمة (عليهم السلام) 380
54 باب خلق أبدان الأئمة وأرواحهم وقلوبهم (عليهم السلام) 393
55 باب التسليم وفضل المسلمين 401
56 باب أن الواجب على الناس بعدما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه معالم دينهم ويعلمونهم ولايتهم ومودتهم له 407
57 باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار (عليهم السلام) 410
58 باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم ويتوجهون في أمورهم 413
59 باب في الأئمة (عليهم السلام) أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة، عليهم السلام والرحمة والرضوان 419
60 باب أن مستقى العلم من بيت آل محمد (عليهم السلام) 422
61 باب أنه ليس شيء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة (عليهم السلام) وأن كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل 426
62 فهرس الآيات 431