شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٦ - الصفحة ١٩٢
له (عليه السلام) عن المدينة إلى البصرة وبغداد حتى قتله الأخير لعنه الله بالسم.
قوله (فإذا أردت فادع عليا) أي فإذا أردت الوصية فادع عليا وإنما أمره أن يفعل ذلك في حال حياته ليعلم إخوة علي (عليه السلام) وعمومته أنه وصيه ووليه وأولى بالخلافة منهم لئلا ينازعوه ويكونوا شهداء له، ثم هذا التغسيل لا يكفي عن تغسيله بعد موته، يدل عليه ما رواه الصدوق في كتاب العيون بإسناده في حديث طويل - إلى أن قال -: قال المسيب بن زهير: دعاني موسى (عليه السلام) قبل وفاته بثلاثة أيام فقال: إني راحل إلى الله عز وجل فإن عليا ابني هو إمامك ومولاك بعدي فاستمسك بولايته فإنك لن تضل ما لزمته، فقلت: الحمد لله، ثم دعاني بعدما سم فقال: يا مسيب إن هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم أنه يتولى غسلي ودفني، هيهات لا يكون ذلك أبدا، ثم رأيت شخصا أشبه الأشخاص به جالسا إلى جانبه وكان عهدي بالرضا (عليه السلام) وهو غلام، فوافى السندي بن شاهك، فوالله لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون به شيئا، ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص: يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن في فإني إمامك ومولاك حجة الله عليك بعد أبي (عليه السلام).
قوله (فإنه ظهر لك ولا يستقيم إلا ذلك) ضمير «إنه» راجع إلى التغسيل وذلك إشارة إليه وإلى التكفين، وفيه دلالة على أن المعصوم لا يغسله ولا يكفنه إلا المعصوم كما دل عليه أيضا غيره من الروايات وسيجئ أن الحسين (عليه السلام) يغسل صاحب الأمر صلوات الله عليه.
قوله (وصف إخوته خلفه وعمومته) «صف» أمر، و «إخوته» وما عطف عليه مفعوله، يقال:
صففت القوم فاصطفوا إذا أقمتهم صفا.
قوله (ومره فيكبر عليك تسعا) قيل: وجد بخط الشهيد الثاني (رحمه الله) أن المراد من التسع الخمسة التي في مذهبنا والأربعة التي في مذهب المخالف، وقيل: يمكن أن يكون المراد من التسع التكبيرات الخمسة والأدعية الأربعة تغليبا والله أعلم.
قوله (ووليك وأنت حي) كل من ولي أمر واحد فهو وليه والواو في قوله «وأنت» للحال.
قوله (ثم اجمع له ولدك من بعدهم) أي من بعد جمع العمومة لتحقيق النص قولا بعد تحققه فعلا وضبطه بعض الناظرين بضم الباء أي من كان منهم بعيدا، والظاهر أنه تصحيف وفي بعض النسخ «من تعدهم» بتاء الخطاب من العد أي صغيرهم وكبيرهم والله أعلم.
قوله (سمي علي) تقول: هو سمي فلان إذا وافق اسمه اسمه، وقوله تعالى: (هل تعلم له سميا) أي نظيرا يستحق مثل اسمه.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الحديث الثاني من باب شأن (إنا أنزلناه) 3
2 باب في أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون في ليلة الجمعة 24
3 باب لولا أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون لنفد ما عندهم 26
4 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (عليهم السلام) 28
5 باب نادر فيه ذكر الغيب 30
6 باب أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علموا 36
7 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم 37
8 باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء (عليهم السلام) 43
9 باب أن الله لم يعلم نبيه إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه كان شريكه في العلم 48
10 باب جهات علوم الأئمة (عليهم السلام) 49
11 باب أن الأئمة (عليهم السلام) لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه 51
12 باب التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلى الأئمة (عليهم السلام) في أمر الدين 53
13 باب في أن الأئمة (عليهم السلام) بمن يشبهون ممن مضى، وكراهية القول فيهم بالنبوة 60
14 باب أن الأئمة (عليهم السلام) محدثون مفهمون 66
15 باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة (عليهم السلام) 69
16 باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة (عليهم السلام) 74
17 باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله عليهم جميعا السلام 80
18 باب في أن الأئمة صلوات الله عليهم في العلم والشجاعة والطاعة سواء 82
19 باب أن الإمام (عليه السلام) يعرف الإمام الذي يكون من بعده وأن قول الله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات) إلى أهلها، فيهم (عليهم السلام) نزلت 84
20 باب أن الإمامة عهد من الله عزوجل معهود من واحد إلى واحد (عليهم السلام) 89
21 باب أن الأئمة (عليهم السلام) لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله عزوجل وأمر منه لا يتجاوزونه 92
22 باب الأمور التي توجب حجة الإمام (عليه السلام) 104
23 باب ثبات الإمامة في الأعقاب وأنها لا تعود في أخ ولا عم ولا غيرهما من القرابات 108
24 باب ما نص الله عزوجل ورسوله على الأئمة (عليهم السلام) واحدا فواحدا 109
25 باب الإشارة والنص على أمير المؤمنين (عليه السلام) 126
26 باب الإشارة والنص على الحسن بن علي (عليهما السلام) 148
27 باب الإشارة والنص على الحسين بن علي (عليهما السلام) 158
28 باب الإشارة والنص على علي بن الحسين (عليهما السلام) 168
29 باب الإشارة والنص على أبي جعفر (عليه السلام) 170
30 باب الإشارة والنص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) 172
31 باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى (عليه السلام) 175
32 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) 182
33 باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) 205
34 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث (عليه السلام) 214
35 باب الإشارة والنص على أبي محمد (عليه السلام) 219
36 باب الإشارة والنص إلى صاحب الدار (عليه السلام) 226
37 باب في تسمية من رأى القائم (عليه السلام) 230
38 باب في النهى عن الاسم 236
39 باب نادر في حال الغيبة 238
40 باب في الغيبة 249
41 باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة 272
42 باب كراهية التوقيت 332
43 باب التمحيص والامتحان 337
44 باب إنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر 342
45 باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل ومن جحد الأئمة أو بعضهم ومن أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل 345
46 باب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله 351
47 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى، وهو من الباب الأول 354
48 باب فيمن عرف الحق من أهل البيت (عليهم السلام) ومن أنكر 357
49 باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام (عليه السلام) 359
50 باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه 366
51 باب حالات الأئمة (عليهم السلام) في السن 371
52 باب إن الإمام لا يغسله إلا إمام من الأئمة (عليهم السلام) 377
53 باب مواليد الأئمة (عليهم السلام) 380
54 باب خلق أبدان الأئمة وأرواحهم وقلوبهم (عليهم السلام) 393
55 باب التسليم وفضل المسلمين 401
56 باب أن الواجب على الناس بعدما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه معالم دينهم ويعلمونهم ولايتهم ومودتهم له 407
57 باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار (عليهم السلام) 410
58 باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم ويتوجهون في أمورهم 413
59 باب في الأئمة (عليهم السلام) أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة، عليهم السلام والرحمة والرضوان 419
60 باب أن مستقى العلم من بيت آل محمد (عليهم السلام) 422
61 باب أنه ليس شيء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة (عليهم السلام) وأن كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل 426
62 فهرس الآيات 431