العقاب والثواب؛ لأن من قدر على مثل هذه الخلقة العظيمة وكان رابا لها لا يعجزه شيء ولا يفوته شيء، " سبقت رحمتي غضبي "، أي قد أقمت الحجة بنصب الأدلة من إرسال الرسل ونصب الأوصياء قبل الحكم بالعقاب، فلا لوم علي، ويلزم هذا الكلام أن رحمتي خاصة بمن أطاع، فلا يطمع فيها من عصى، واختار على الأنبياء غيرهم وقدم على الأوصياء من يجب عليه طاعتهم.
قوله: قال: ما بين سيتها [ص 443 ح 13] أي ما يصدق عليه أنه سية لها إلى رأسها من كل جانب، والسية هي الانعطاف في جانبي القوس، وما بين السيتين القابان.
والقوس يذكر ويؤنث.
وحاصله: أن معنى قاب قوسين مقدار قوس واحدة، فإن ألقاب ما بين المقبض ورأس السية.
والمعنى على القلب، أي قابي قوس وهما مع السية مقدار القوس، فإنه غاية القرب بين المفيد والمستفيد، وهذا موافق لما نقله في الصحاح عن بعض اللغويين (1) وإنما قلنا: وهما مع السية مقدار القوس، لقوله: " إلى رأسها ".
* قوله (عليه السلام): مشرب حمرة [ص 443 ح 14] أي علا بياضه حمرة.
* قوله (عليه السلام): شثن الأطراف [ص 443 ح 15] المراد بالأطراف الكفان والقدمان، قال الهروي في كتاب الغريبين في صفته (صلى الله عليه وآله):
" شثن الكفين والقدمين، قال أبو عبيدة: يعني أنهما [تميلان] إلى الغلظ والقصر، وقال خالد: الشثونة لا تعيب الرجال، بل هي (2) أشد لصبرهم على المراس؛ ولكنها تعيب النساء وقال غيره: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر ". (3)