التغني بالقرآن - لبيب السعيد - الصفحة ٩٤
هذا مع بعد ما بين طبيعة النص القرآني الذي هو القمة في البلاغة، والذي هو معجز بيقين، وبين طبيعة الترانيم المسيحية التي هي من إنشاء أناس عاديين، والتي تحتاج فعلا إلى وسائل تقويها عند الإنشاد - 9 - وعندنا أنه ليس إخضاع قراءة القرآن لقواعد الموسيقى هو الذي بالتمام بايصاله إلى أعماق القلوب والأفهام، وإنما الذي يكفل هذا هو أن يكون القارئ - فوق حسن صوته والتزامه قواعد التجويد والأداء - عالما بالقراءات، والتفسير، ولسنة، والفقه، والتاريخ، والقصص، والبلاغة، والنحو، والاجتماع، والنفس، وعجيب أن لا تنبعث دعوة واحدة إلى تعليم القراء هذه العلوم، بينما الدعوات - بسوء نية غالبا وبحسن نية أحيانا - إلى الإفادة - في قراءة القرآن - من الفنون الموسيقية، مع أن موسيقى القرآن، كما قلنا قبلا - نابعة منه، ولا حاجة بالمسلمين إلى استجلابها إليه (1)

(1) أنظر: لبيب السعيد: الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم ص 324 - 333
(٩٤)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست