الثاني: أن يبتغي بذلك وجه الله، لا يريد به جزاء ولا شكورا ولا شيئا من أمور الدنيا، لما تقرر في الشرع أن الله تبارك وتعالى لا يقبل من العبادات إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم، والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة جدا. أجتزئ هنا بذكر ستة منها:
1 - قوله تباك وتعالى:
(قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا، ولا يشرك بعبادة ربه أحد) (الكهف: 110)، أي: لا يقصد بها غير وجه الله تعالى:
2 - قوله أيضا:
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (البينة: 5) 3 - قوله صلى الله عليه وسلم:
" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
أخرجه البخاري في أول " صحيحه " ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 4 - قوله أيضا:
" بشر هذه الأمة بالسناء والتمكين في البلاد والنصر والرفعة في الدين، ومن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا، فليس له في الآخرة نصيب ".
أخرجه أحمد وابنه في زوائد " المسند " (5 / 134) وابن حبان في " صحيحه " (موارد) والحاكم (4 / 311) وقال:
" صحيح الاسناد ". ووافقه الذهبي، وأقره المنذري (1 / 31).
قلت: وإسناد عبد الله صحيح على شرط البخاري.