تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٧٠
وقال قطرب: وهذا سائغ في كلام العرب وحكي عن بعضهم أنه قال: سمعت بعض العرب يقول: أكلوني البراغيث قال الله سبحانه " * (ثم عموا وصموا كثير منهم) *). وقال الشاعر:
بك نال النصال دون المساعي فاهتدين النبال للأغراض ويحتمل أن يكون محل الذين رفعا على الابتداء، ويكون معناه وأسروا النجوى، ثم قال هم الذين ظلموا " * (هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون) *) أنه سحر " * (قال ربي) *) قرأ أكثر أهل الكوفة (قال) على الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم وقرأ الباقون (قل) على الأمر له " * (يعلم القول في السماء والارض وهو السميع) *) لأقوالهم " * (العليم) *) بأفعالهم " * (بل قالوا أضغاث أحلام) *) أي أباطليها وأهاويلها " * (بل افتراه بل هو شاعر) *) يعني أن المشركين اقتسموا القول فيه: فقال بعضهم: أضغاث أحلام، وقال بعضهم: بل افتراه، وقال بعضهم: بل محمد شاعر، وهذا الذي جاءكم به شعر، لأن بل تأتي لتدارك شيء ونفي آخر.
" * (فليأتنا بآية) *) إن كان صادقا " * (كما أرسل الاولون) *) من الرسل بالآيات.
قال الله سبحانه مجيبا لهم " * (ما آمنت قبلهم من قرية) *) أهل قرية أتتها الآيات فأهلكناهم " * (أفهم يؤمنون) *) إن جاءتهم آية...
" * (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) *) وهذا جواب لقولهم * (هل هذا إلا بشر مثلكم) * * (فاسألوا أهل الذكر) *) أي التوراة والإنجيل يعني علماء أهل الكتاب " * (إن كنتم لا تعلمون) *) وقال ابن زيد: أراد بالذكر القرآن يعني فاسألوا المؤمنين العالمين من أهل القرآن، قال جابر الجعفي: لما نزلت هذه الآية قال علي: نحن أهل الذكر.
" * (وما جعلناهم) *) يعني الرسل الأولين " * (جسدا) *) قال الفراء: لم يقل أجسادا لأنه اسم الجنس " * (لا يأكلون الطعام) *) يقول: لم نجعلهم ملائكة، بل جعلناهم بشرا محتاجين إلى الطعام، وهذا جواب لقولهم * (ما لهذا الرسول يأكل الطعام) * * (وما كانوا خالدين) *) في الدنيا " * (ثم صدقناهم الوعد) *) الذي وعدناهم هلاك أعدائهم ومخالفيهم وإنجائهم ومتابعيهم " * (فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين) *) المشركين.
" * (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) *) قال مجاهد: حديثكم، وقيل: شرفكم.
" * (أفلا تعقلون) *).
2 (* (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما ءاخرين * فلمآ أحسوا بأسنآ إذا هم
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»