فقه الحضارة - السيد السيستاني - الصفحة ٢٧
(5) تحديد النسل وموانع الحمل في أطار التصعيد الحضاري تنعقد الحياة الاقتصادية فتتأرجح بين الإسراف والاعتدال، وفي ظلال الصخب التكنولوجي تتعالى صيحة الداعين إلى الاستكانة والهدوء، ومع اضطراب الحياة العامة تتعسر مبادئ التربية الفضلى، وفي انعدام الراحة البدنية جراء العمل المضني تفقد الأسر نصيبها من التوجيه والعناية الروحية والعقلية، وهذا المناخ الحاشد بهذه المفردات الضخمة يدعو إلى تحجيم العائلة عددا، وتحديد النسل إقلالا، فيعمد المسؤول عن ذلك إلى استعمال موانع الحمل حينا، ووسائل الإجهاض حينا آخر، ولما كان الأخير محرما شرعا وقانونا، كان الأول هو المتعين حصرا دون إثارة أو ضجة، فبرزت عقاقير منع الحمل، وشاع استعمال اللولب المانع من الحمل، وأشيع تأجيل الدورة الشهرية عن وقتها المحدد.
الداعي وراء هذا التطور في أساليب تحديد النسل، إما أن يكون اقتصاديا، لأن الزوج قد لا يستطيع الوفاء بالتزاماته المالية في ظل عائلة متعددة الأفراد أو كثيرة العدد. وإما أن يكون
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست