صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٦
واما العامة: فيرى بعض الصحابة كراهة الصوم يوم عاشوراء؛ كعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وغيرهما.
ويرى البعض الآخر: حرمة ذلك أو وجوبه (1) وهم أهل المدينة حيث كان هذا رأيهم إلى عام 44، أو 57 بالهجرة عام قدوم معاوية إليها على ما يظهر من رواية البخاري.
هذا وقد سمعنا من بعض علماء السنة في بلوشستان الإيرانية انهم يصومون حزنا على الإمام الحسين (عليه السلام) وهو موافق لرأي المشهور عندنا وإن لم نعثر على دليل لهم في هذا المجال.
ولا يهمنا ان نبدي الرأي هنا بقدر ما يهمنا عرض الآراء والأدلة كي يستخلص المحقق خلال احاطته بهذه الدراسة رأيه الفقهي.
وقد حاولنا هنا مناقشة الاسناد وبعض الفتاوى والآراء على قدر الحاجة.
هذا ولا ندعي انا قدمنا جديدا إلى المكتبة الفقهية الاسلامية إذ الفضل لمن سبق من سلفنا الصالح كيف لا وقد تناولت موسوعاتهم الفقهية ورسائلهم العملية في جملة ما تناولته هذا الموضوع وبيان حكمه بالتفصيل كالسيد الطباطبائي في الرياض، والمحدث البحراني في الحدائق والمحقق القمي في الغنائم والفاضل النراقي في المستند والمحقق النجفي في الجواهر والسيد الخوئي في المستند والسيد الخونساري في جامع المدارك والشيخ الوالد - الطبسي - في ذخيرة الصالحين وغيرهم.
ولكن مع ذلك لم نعثر - رغم التتبع والفحص - على رسالة أو كتاب خصص بهذا الموضوع وأفرد له غير ما عن السيد محمد بن السيد عبد الكريم الطباطبائي جد السيد محمد مهدي بحر العلوم وما عن الشيخ احمد آل طعان، الآتي ذكر كتابيهما:

١ - قال عياض: " كان بعض السلف يقول: كان فرضا وهو باق على فرضيته لم ينسخ. " عمدة القاري ١١: ١١٨. شرح الزرقاني 2: 178.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 11 12 13 ... » »»