حيث إنها أصول المعاملات وبها اعتبار المبيعات، فعلى المحتسب معرفتها وتحقيقها ومراقبتها لتقع المعاملة بها على الوجه الشرعي... ويأمر أصحاب الموازين بمسحها و تنظيفها من الأدهان والأوساخ في كل ساعة فإنه ربما تحمل شيئا فيضر... فيلزم المحتسب مراعاة ذلك في كل وقت.
واعلم أنك وليت من الكيل والميزان أمر من هلكت فيها الأمم السالفة، فباشرهما بيدك مباشرة الاختيار والاختبار ولا تقل لأهلهما عثرة، فإن الإقالة لا تنهى عن العثار، و كل هؤلاء من سواد الناس فمن لم يفقه نفسه وليس همته إلا فرجه أو ضرسه فحدثهم التعزير.
والقبان القبطي فينبغي للمحتسب أن يختبره بعد كل حين، فإنه ينفسد بكثرة استعماله في وزن الحطب والبضائع الثقيلة...
وينبغي أن يتخذ الأرطال من حديد ويعيرها المحتسب ويختم عليها بختم من عنده ولا يتخذوها من الحجارة، لأنها إذا قرع بعضها ببعض فتنقص...
وينبغي للمحتسب أن يتفقد عيار المثاقيل والصنج والأرطال والحبات على حين غفلة من أصحابها (1).
21 - وتعرض في الباب الحادي عشر للحسبة على العلافين والطحانين فقال ما ملخصه:
" يحرم عليهم احتكار الغلة ولا يخلطوا ردى الحنطة بجيدها ولا عتيقها بجديدها، فإنه تدليس على الناس. ويلزم الطحانين بغربلة الغلة من التراب وتنقيتها من الطين و تنظيفها من الغبار قبل طحنها، ولهم أن يرشوا على الحنطة ماء يسيرا عند طحنها، فإن ذلك يزيد الدقيق بياضا، ويغير عليهم مناخل الدقيق في كل ثلاثة أشهر أو أقل. ويختبر المحتسب الدقيق، فإنهم ربما خلطوا فيه دقيق الحمص أو الفول حتى يزيده زهرة، وهذا غش فمن وجده فعل شيئا من ذلك أنكر عليه وأدبه، ويمنعهم أن لا يطحنوا على إثر نقر الحجر فإنه يضر بالناس إذا نزل مع الدقيق، ويلزمهم