الفصل الثالث في الأعيان الثابتة (1) والتنبيه على المظاهر الأسمائية اعلم، ان للأسماء الإلهية صورا (2) معقولة (3) في علمه تعالى لأنه عالم بذاته لذاته وأسمائه وصفاته. وتلك الصور العلمية من حيث انها عين الذات المتجلية بتعين خاص (4) ونسبة معينة هي المسماة بالأعيان الثابتة (5)، سواء كانت كلية و جزئية، في اصطلاح أهل الله، ويسمى كلياتها بالماهيات والحقايق وجزئياتها بالهويات عند أهل النظر. فالماهيات هي الصور الكلية الأسمائية المتعينة في الحضرة العلمية تعينا أوليا. وتلك الصور فايضة عن الذات الإلهية بالفيض (6) الأقدس والتجلي الأول (7) بواسطة الحب الذاتي وطلب مفاتح الغيب التي لا يعلمها الا هو ظهورها وكمالها (8). فان الفيض الإلهي ينقسم بالفيض الأقدس والفيض المقدس. وبالأول يحصل الأعيان الثابتة واستعدادتها الأصلية في العلم، وبالثاني يحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها. وإليه أشار الشيخ بقوله: (والقابل لا يكون الا من فيضه الأقدس). وذلك الطلب مستند أولا إلى الاسم الأول (9) والباطن ثم بهما إلى الآخر والظاهر لان الأولية
(٦١)