تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١١٩
ويحدث غالبا عن سوء علاج الطرفة والرمد وبعد الجدري وقد يكون عن قرحة إذا اندملت ومن أكثر ربط عينيه وتغميضها فقد أعدها للبياض (العلاج) ما كان عن القرحة كفى فيه زوال ما فحش لان موضع الاندمال لا يذهب أثره ويكفى في الرقيق الاكحال الجالية وغيره يحتاج إليها وإلى التنقية كلما أحس بالخلط ومع الوثوق بصحة الدماغ يعطى الاكحال المقوية ومع ضعفه يلطف مع الراحة والاستحمام والانكباب على بخار الماء، ومن أجود الاكحال الباسليقون والروشنايا الكبيرين وبرود النقاشين والجوهري، ومن المجرب في جلاء البياض أن يسحق البزر قطونا مع السكر متساويين ويكتحل بهما وكذلك حب السفرجل والقطن مع السكر يكتحل بها خمسة أميال في المساء ومثلها في الصباح ومن مسحوق العقيق جلاء جيد وكذلك السندروس بندى القصب وهذا الكحل من تراكيبنا مجرب لإزالة البياض من عيون الحيوانات مطلقا. وصنعته: زبد بحر زاج مرجان بورق محرق كل على حدته يؤخذ منه جزء بعرضب سندروس لولؤ أصل القصب العتيق قشر بيض يومه سبج محرق من كل نصف يسقى بعصارة الفجل ثلاثا ثم ندى القصب ثم عصارة العوسج كذلك وينخل ويستعمل. ومن المجرب أيضا الرطوبة التي في شهد الزنابير ومن اعتصر مشن البصل الأبيض ما شاء ومن الفجل كذلك وجعل العسل على نار لطيفة فإذا نزع رغوته سفاه من ماء البصل مثله ثلاثا ثم من ماء الفجل كذلك ثم من ماء الصعتر ورفعه في الزجاج كان كحلا مجربا في قطع البياض إذا قطر في العين للمحرور بماء الورد أو لبن النساء أو الأتن وفى المبرود بنفسه أو بعصارة القصب وهو يزيل الظلمة والقرحة والسبل والجرب والدمعة فاكتمه فإنه من الاسرار، ومن أخذ من بول الصبى ودم الديك والهدهد وطبخها حتى تغلظ واكتحل بها أزال البياض مجرب وهو من الذخائر.
[نزول الماء في العين] وهى رطوبة تنحدر من بين البيضية وصفاق القرنية فتسد ثقب العنبية وتمنع البصر (وأسبابه) من خارج نحو ضربة وحمل ثقيل ومن داخل امتلاء وبعد التنقية ونوم بعد أكل وأخذ مبخر عند النوم والحركة العنيفة والجماع قبل الهضم وصب الماء الشديد الحرارة على الرأس (وعلامته) رؤية نحو الذباب أو البصر بالواحدة أولا من غير أن يذهب تارة ويجئ أخرى والتكدر وصفاء البصر إذا قلب الرأس إلى خلف واتساع الحدقة إذا غمضت الأخرى فان خولفت هذه الشروط فليس بماء، ومن لازمه الصداع في مقدم رأسه فليعتد للماء. ثم هو سبعة أقسام رقيق أبيض براق شديد الصفاء يعرف باللؤلؤي وقسم أبيض غير شفاف لكنه يذهب بالغمز ويعود ويرى صاحبه عند العطش شعاعات ويحس بالخيالات والأضواء، وقسم يعرف بالرصاصي تجمد معه حركة العين ويكمد لونها، وقسم يسمى الجصي تكون العين معه كلون الجص إلى الغبرة، وقسم بين حمرة وصفرة يقال له اسما نجوني، وآخر يسمى الغمام يرى صاحبه دائما مثل السحاب والدخان ولا يصفو فيه لون العين، وقسم أزرق وتجحظ معه العين ويحمر معه الملتحم هذا ما ذكروه ورأيت باليونانية لفولس ما معناه أن من الماء ماء أصفر شفافا تتواتر معه حركة العين وماء رقيق ينتشر بين الطبقات فعلى هذا تكون أنواعه تسعة (العلاج) ما عدا الأولين لا مطمع في برئه وأما هما فالكلام في علاجهما على حالات ثلاث: الأولى أن يراد دفععهما قبل النزول كأن يحس بانقباض البصر تارة وانبساطه أخرى وغلظ البخار فلا يرى من القرب رؤيته من البعد فليبادر إلى الايارج الكبار والغاريقون ودواء المسك ومعجون هرمس والاكتحال بالصبر ودماغ الديك الهرم بلبن النساء ودماغ الخطاف بالعسل والكحل السابق في البياض بماء البصل والفجل. الثانية أن يكون قد نزل ولم يكمل وعلاج هذا ما يمنعه ويجففه ولا شئ كالزيت العتيق المعالج بالطبخ أو التقطير بالعسل
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197