تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٢٢
وتارة يكون في الكبر وهذا يكون لعجز اللثة ونقصانها فلا تحمل الأسنان القوية فتنسل الأعصاب وينحسر اللحم فتسقط وحينئذ قد يكون هناك مادة قد تصلبت فتنبت ضعيفة التركيب كاللبنيات فتسقط بسرعة وقد شاهدت ذلك فيمن جاوز التسعين، ثم هذه المادة قد تندفع طبيعية فتكون الأنياب كذلك وقد تندفع بخلاف ذلك فتنبت السن في سقف الحلق مثلا وقد تنحصر المادة في نفس العصب فتنمو بها السن وتتغير بلون ما ينصب إليها فتسود مثلا أو تخضر وهذا صحيح بدليل نموها بالغذاء، وأما طولها فلمفارقة الموضع إن تحركت بنفسها خاصة أو طول العصب إن تحرك ما فوقها معها وإلا فلتأكل غيرها على ممر الزمان وصلابتها (وأما حكة الأسنان) فلخلط حار مالح أو عفن لذاع اندفع إليها، وأما ضررها فلضعف العصب وفرط رطوبة قالوا وقد يكون عن دود في البطن رفع بخارا ملا الدماغ كذا قرره الكرماني في شرح الأسباب ويقع كثيرا للأطفال والمشايخ وهو دليل ما قلناه سالفا، وبالجملة فكل مرض أصابها كغيرها إما حار يعلم باللذع والتهيج وفرط الضربان والتضرر بالحار بالفعل (العلاج إجمالا) فصد الجهارك إن تكاملت المادة في السن وما يليها وإلا القيفال والتبريد بما شأنه ذلك كماء الشعير والرجلة واللبن [أو بارد] وعلامته عكس ما ذكر وعلاجه تنظيف الدماغ والمعدة بالأيارجات وطبيخ الأفتيمون ومضغ ما يجلب المادة كالمصطكي والسعد ويلطف كالثوم والزنجبيل ويجب الاعتناء مع التنقية المذكورة بحفظ صحتها بما ذكر من الاستياك والتنقية وتنظيف المعدة وأن لا يمضغ بها علكا كالناطف ولا يكسر صلبا ولا يأكل شديد الحر والبرد مفردين ولا ممزوجين وأن يديم المبرود دلكها بالعسل والمحرور بالسكر وهما بدهن الآس ممسكا وقرن الأيل والملح والشب محرقة وقد عجنت بالخل قبله ومما يضعف الأسنان أكل الحامض ونحو المشمش الفج وكذا التخم والقئ فيها وهذا الضعف هو كلالها وعجزها عن المضغ أو خدرها وإذهاب حسها واحتراكها (وعلاجه) الدلك بالحلو وملازمة مضمضتها بماء الورد ودهن الآس وقد طبخ فيهما السنبل والسعد، ومما ينفع من هذه العلة كل قابض وعطر كالعفص والورد والأقاقيا والصندل والملح والرجلة نفع عظيم في ذلك وإن تعاكسا للطفه وتمليحه وتغريتها فتنفذ معه قالوا وكل حامض يضعف ويضرس إلا الخل للطفه فينفذ قبل أن يفعل وفى السنونات ما يكفي فراجعه، وأما الدود فلا محالة يتولد في السن المتأكل لما يدخله من العفونات أو ما يئول إليها من الرطوبات. وعلاجه البخور ببزر البصل والكراث معجونبن بشحم الماعز حبوبا فيما يحصر الدخان في الفم كقمع. وأما الضرر فما كان منه في الصغر فإنه يزول مع البلوغ، وعلاجه غيره بعد التنقية الكمودات بما يشد كالفوفل والعفص والبلوط والدار صيني والزرنباد والصعتر مجرب في غالب مرض الأسنان فاحتفظ به، وأما الوجع فعلاج الحار منه الفصد كما ذكرنا ثم التنقية بماء الرمانين مطبوخا فيه الإهليلج وقد يكتفى بنفعه مسحوقا أو بماء التمر هندي وماء الشعير وللسكنجبين وماء البقل خاصية عجيبة في ذلك مع شراب الورد (ومن مجرباتنا هذا المغلى) وصنعته: شعير مقشور ثلاثون بزر قرطم خمسة عشر بزر هندبا وخشخاش مرزنجوش كزبرة عناب من كل عشرة تطبخ بعد رض البزور في أربعة أرطال ماء حتى يبقى الربع تصفى وتشرب فان دعت الحاجة إلى مزيد إسهال حل فيه خمسة عشر درهما بكترا وإلا كفى تكراره ومنها في الوضعيات أفيون درهم ورق آس بزربنج ما تيسر تغلى بدهن البنفسج والخل وتوضع مرة بعد أخرى فان اشتد الضربان وورم اللثة أرسلت عليه العلق. وأما البارد فعلاجه العض على كل؟؟ بالفعل أو بالقوة كالخبز السخن وصفار البيض حارا، وللفلفل والزنجبيل والثوم نفع ظاهر في ذلك (ومن مجرباتنا في ذلك) هذا
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160