تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢١١
والوباء والروائح الكريهة وهو حار رطب في الثانية يولد غذاء جيدا وخلطا صحيحا ويصلح البرسام والفالج والكزاز والوسواس والماليخوليا، ومن شرب من دمه بدهن اللوز أصلح صوته بعد اليأس من صحته [شربين] شجر كالسرو إلا أنه أشد حمرة وأزكى رائحة وأعرض أوراقا وأصغر؟ مرا ومنه القطران الجيد المعروف بالبرقي وما استخرج من غيره كالأرز فضعيف والشربين شجر يدوم وجوده وتبقى شجرته نحو خمسين سنة ومنه صنف صغير يسمى العرعار البرى شائك له ثمر كالجوز وكله حار يابس في الثالثة إذا رض وطبخ وشرب ماؤه شفى القروح الباطنة والظاهرة والاسترخاء وضعف المعدة والكبد والرياح الغليظة والطحال والاغتسال به يمنع انتثار الشعر ووجود القمل ويحلل الأورام ويطرد الهوام وإذا استنجى به شفى الأرحام والمقعدة وإن سحق وذر منع الدم وأدمل القروح وهو يطيب رائحة البدن ويزيل الاعياء لكن يهزل ويصدع المحرور وتصلحه الكزبرة [شراب الأشربة] من التراكيب القديمة المعتبرة أول من صنعها فيثاغورس وهى أقوى من غيرها وأولى في التلطيف وفتح السدد والأمراض الحارة طلاء والأزمنة الحارة وعكس روفس هذا محتجا بسرعة استحالتها فتفسد، ورد بسرعة النفوذ وعدم الممانعة في الحرارة غالبا والأولى أن تستعمل محلولة وقد تلق لمانع ككراهة شرب وعدم مسوغ للماء كما في العتيق، والقانون في طبخها أن يؤخذ الماء مما له ماء كالليمون وعصارة ما ليس له ماء كالحماض ويطبخ ما صلب كالتفاح بعد تقشيره ورضه بعشرة أمثاله ماء حتى يذهب الثلثان أو النصف ويعادل الباقي بالسكر أو العسل ويعقد ولابد من نقع الحشائش قبل الطبخ يوما وأكثر أعمال الأشربة سنة فلا تستعمل بعدها لأنها سريعة الفساد وقد يلقى في ماء طبخ بالسكر قليل عسل عند النهاية فيمنعه من التحجر والذي أراه المنع من ذلك ويعتاض عنه بتحريكه في إنائه بعود تين أياما وأما ما فيه مطيب فلا يضاف إلا بعد تبريده كالعنبر ونحوه [شراب السكنجبين] وهو أول ما ركب ويدعى في اليونانية بالاورمالى والاقراطن وكلها أسماء للعسل والماء ثم نقله أبقراط إلى ما ركب من حامض وحلو فسماه سركنجبين يعنى خل وعسل وعرب فحذفت راؤه وقال الشيخ هو يوناني حادث أو منقول إليهم من الفرس والثاني أصح وإنما اختار العسل لبرد البلاد والخل للتنفيذ والمقابلة ويتنوع بحسب الزمان والمكان والمزاج والقبض والاطلاق والتدبير وقطع خلط بعينه وحافظ وجال وعكسها إلى أنواع لأنه إما أن يؤخذ لحفظ الصحة أو رفع المرض وكل منهما لا بد وأن يكون في أحد الفصول وعلى كل حال لابد أن يقصد به إصلاح نوع من أنواع المزاج وكل من هذه إما أن يعمل فيها بالأصل أعنى الخل أو ما ناب منابه أعنى التمر هندي والنارنج والأترج والليمون والتفاح والسفرجل وكل من هذه إما بالعسل أو السكر أو الدبس فقد بان لك انقسام السركنجبين بحسب مادته وزمنه ومن يستعمله إلى ألف ومائتين وستين قسما فهذا أكثر من الشراب أعنى الخمر لانهم حصروه في ستمائة وقد يتوسع في الحامضات والحلويات فيكون أكثر مما ذكرنا لكن لم يذكروا غير ذلك وله وسائل مفردة تصدى لجمعها مثل الشيخ وابن زكريا والامام فخر الدين وغيرهم وما ذاك إلا لجلالته وفى النفس من إفراد رسالة تشتمل على جميع أحكامه الذاتية والعرضية على أن فيما ههنا كفاية ثم السكنجبين كما ذكر جل المحققين يمكن الاستغناء به عن سائر الأدوية إذا عرفت نسب أقسامه المذكورة ولا شك أن أجوده ليس نوعا مخصوصا كما ذكروه بل الأصح عندي أنه بحسب النسب لأنك إذا علمت أن السكر حار رطب في الثانية والخل بارد يابس فيها علمت أن الاعتدال فيهما مشروط بالتساوي وإن قلنا إن مزاج الخل في الثالثة اشترط في التعديل منهما نقصه عن السكر وكذا الحكم في العسل
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340