ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٢٨
وقال يرثي الإمام الحسين عليه السلام:
يا آل فهر أين ذاك الشبا * ليست ضباك اليوم تلك الضبا للضيم أصبحت وشالت ضحى * نعامة العز بذاك الأبا فلست بعد اليوم في حبوة * مثلك بالأمس فحلي الحبا فعزمك انصب على جمره * دم الطلى منك إلى أن خبا ما بقيت فيك لمستنهض * بقية للسيف تدمي شبا (76) ما الذل كل الذل يوما سوى * طرحك أثقال الوغى لغبا (77) لا ينبت العز سوى مربع * ليس به برق الضبا خلبا (78) ولم يطأ عرش العلا راضيا * من لم يطأ شوك القنا مغضبا حي على الموت بني غالب * ما أبرد الموت بحر الضبا لا قربتك الخيل من مطلب * ان فاتك الثار فلن يطلبا قومي فأما أن تجيلي على * أشلا حرب خيلك الشزبا (79) أو ترجعي بالموت محمولة * على العوالي أغلبا أغلبا ما أنت للعلياء أو تقبلي * بالقب (80) تنزو بك نزو الدبى (81) تقدمها من نقعها غبرة * تطبق المشرق والمغربا يا فئة لم تدر غير الوغى * أما ولا غير المواضي أبا نومك تحت الضيم لا عن كرى * أسهر في الأجفان بيض الضبا الله يا هاشم أين الحمى * أين الحفاظ المر أين الأبا أتشرق الشمس ولا عينها * بالنقع تعمى قبل أن تغربا وهي لكم في السبي كم لاحظت * مصونة لم تبد قبل السبا كيف بنات الوحي أعداؤكم * تدخل بالخيل عليها الخبا ولم تساقط قطعا بيضكم * وسمركم لم تنتثر أكعبا لقد سرت اسرى على حالة * قل لها موتك تحت الضبا تساقط الأدمع أجفانها * كالجمر عن ذوب حشا ألهبا فدمعها لو لم يكن محرقا * عاد به وجه الثرى معشبا تنعى أفاعي الحي من كم وطوا * من دب بالشر لهم عقربا تنعى بها ليلا تسل الوغى * من كل شهم منهم مقضبا تنعى الألى سحب أياديهم * تستضحك العام إذا قطبا تنعاهم عطشى ولكن لهم * جداول البيض حلت مشربا خطت بأطراف العوالي لهم * مضاجع تسقى الدم الصيبا سل بهم أما تسل كربلا * إذ واجوا فيها البلا المكربا دكوا رباها ثم قالوا: لها * وقد جثوا نحن مكان الربا يا بأبي بالطف أشلاؤها * تنسج في الترب عليها الصبا يا بأبي بالطف أوداجها * للسيف أضحت مرتعا مخصبا يا بأبي بالطف أحشاؤها * عادت لأطراف القنا ملعبا

76 الشبا: حد السيف 77 اللغب: التعب.
78 البرق الخلب: الذي يكون في سحاب لا مطر فيه.
79 الشزب المضمرة.
80 وفي نسخة: بالخيل 81 الدبى: أصغر الجراد.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»