ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ١٣٩
وقال مخاطبا إياه أيضا:
ولاؤك أنفس ما يذخر * ومدحك أطيب ما ينشر وودك أيمن ما يقتنى * وصنعك أحسن ما يشكر كبرت عن المثل، حتى الزمان * بجنب علائك مستصغر فاطهر ما كان ماء السماء * وأنت ولكنك الأطهر جرت والصبا كرما راحتاك، * فأمطرنا فوق ما تمطر وناظر خلقك زهر الرياض * فأخجلها إذ هو الأزهر فيا من نشى والنهى وارتبى * بحجر العلى هو والمفخر دعتك المكارم قبل الفطام * لما عنه أشياخها تقصر وقالت: أعد في ليل الضيوف * بوجهك وهو لهم مقمر وأكثر كما اشتهت المكرمات * ففاكهة الكرم المكثر فقمت كما افترحت بالذي * له صغر الخبر المخبر تحيي لك الوفد وجها أغر * يكاد لرقته يقطر فلا يحمد الورد إلا لديك * إذا ذم من غيرك المصدر عجبت ولا زال لي من نداك * وخلقك يظهر ما يبهر فمعتصر ذا ولا يسكر * وذا مسكر وهو لا يعصر فيا من تفرع من دوحة * بغير المكارم لا تثمر تفيأت ظلك حيث الزمان * هجير البلا به يسعر ونادمت أخلاقك الزهرات * كأني في روضة أحبر وألقيت في آهل من حماك * عصى السير أحمد ما أبصر بحيث أديم الثرى طيب * ندي وروض النهى يزهر وقلت لنفسي: بلغت المنى * بلبثك حيث زكى العنصر به قد طرحت كبار الهموم * ومنهن همته أكبر فكيف اعترت عزمه فترة * وما كنت أحسبه يفتر وعهدي به كنت ألقى الخطوب * على قلتي وبه أكثر وبت أراجع نفسي بذاك * وأنظر ماذا به تخبر أذاكرها: هل أعدت سواك * فتخلف بالله ما تذكر أبن لي فنفسي دون الوقوف * على واقع الامر لا تصبر
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»