خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٥٣٥
قال أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري في شرح ديوانه: أقبل أهل بيت من ربيعة ب مالك بن زيد مناة وهم بنو الأعشى حتى نزلوا وسط الرباب فأغار عليهم بنو عبد مناة بن بكر بد سعد بن ضبة فأخذوا إبلهم فقال بنو الأعشى: انظروا رجلا من الرباب له منعة وعز فادعوا عليه جواركم لعله يمنعكم وتلبسوا بين القوم شرا فأتوا عوف بن عطية بن الخرع فقالوا: يا عوف أنت والله جارنا وقد أخبرنا قومنا أنا نريدك. فانطلق عوف إلى عبد مناة فقال: أدوا إلى هؤلاء إبلهم فأخذوا يضحكون به وقالوا: إن شئت جمعنا لك إبلا وإن شئت عقلنا لك. قال: أما عندكم غير هذا قالوا: لا.
فانصرف عنهم فقال لبني الأعشى: اتبعوا مصادر النعم. حتى إذا أوردوا قال: يا بني الأعشى لا تقصروا خذوا مثل إبلكم. فأخذوا ثم انطلقوا حتى نزلوا معه على أهله فجاءه بنو عبد مناة فقالوا: يا عوف ما حملك على ما صنعت قال: الذي صنعتم حملني.
فأخذ يلعب بهم وقال: إن شئتم جمعنا لكم وإن شئتم عقلنا لكم. فقال عوف في ذلك هذه القصيدة.
وقوله: هما إبلان إلخ أي: إبل بني الأعشى وإبلكم. وأدى الأمانة إلى أهلها إذا أوصلها.
والاسم الأداء والتأدية.
وقوله: وإن شئتم ألقحتم إلخ قال السكري: يقول: إن شئتم فردوها أو تلقحونها وتنتجونها وتردونها بأولادها. و عين بعين أي: ردوها بأعيانها حتى نردها بأعيانها. ويقال: قد نتجت الفرس والناقة فهي منتوجة. وفرس نتوج: في بطنها ولد. انتهى.
ويقال: ألقح الفحل الناقة إلقاحا: أحبلها. والنتاج: اسم يشمل وضع البهائم من الغنم وغيرها.
وإذا ولي الإنسان ناقة أو شاة ماخضا حتى تضع قيل: نتجها
(٥٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»