خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٤
بالعطف لأجل وصف كل منهما بصفة تغاير الآخر فقطعا من المفعولية إلى المبتدأ فيكون الخبر محذوفا أي: منها ضيف مقرب ومنهما ضيف آخر الخ. أو هما خبران لمحذوف أي: أحدهما ضيف مقرب وثانيهما ضيف آخر الخ. وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب على أنهما المفعول الثاني لجعل.
قال سيبويه بعد إنشاده هذا البيت: والنصب جيد كما قال الجعدي: الطويل * وكانت قشير شامتا بصديقها * وآخر مزريا عليه وزاريا * قال الأخفش: يعني النصب في ضيف على البدل ورفع جانب بتقدير: هو جانب.
أقول: صوابه النصب على أنه مفعول ثان لا على البدل وشامتا في البيت نصب على أنه خبر كان. ولم يجعل الكلام تبعيضا ولو رفع شامتا لكان التقدير: منهم شامت والجملة حينئذ) خبر كان.
هجا قشيرا وهي قبيلة من بني عامر وكانت بينه وبينها مهاجاة فجعل منهم من يشمت بصديقه إذ نكب وجعل بعضهم يرزأ بعضا للؤمهم واستطالة قويهم على ضعيفهم. وبنى مزريا على تخفيف الهمزة ولو بناه على الأصل لقال: مرزوءا. وجانب بمعنى المجانب والمتنحي.
والبيت للعجير السلولي خاطب به امرأته. يقول لها: سوي بين ضيفي في التقريب والإكرام ولا تكرمي بعضا وتهيني بعضا.
والعجير بضم العين المهملة وفتح الجيم كنيته أبو الفرزدق: وقال الآمدي في المؤتلف والمختلف هو مولى لبني هلال. ويقال: هو العجير بن
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»