خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٠
المال: الماشية ودون متعلق بأظنك لا بجئت ولا بتبتغي لأن معمول الصلة لا يتقدم على الموصول وذو هو المفعول الثاني للظن بمعنى الذي والبيض: السيوف. أراد التهكم وقد خلط) به التوعد والاستهانة ولذلك قال: أظنك. وتبتغي جملة حالية ومفعوله محذوف.
والمعنى أحسبك الذي جاء دون المال تبتغي صدقاته سترى ما أهيئ لك من سويف تنتزع الأرواح.
وقوال الطائي بفتح القاف وتشديد الواو: شاعر إسلامي في آخر الدولة الأموية وقد أدرك الدولة العباسية.
وقال هذه الأبيات في مصدق جاء يطلب منهم إبل الصدقة. وسببها هو ما رواه أبو رياش في شرح الحماسة.
وقال: كان من خبر هذه الأبيات أن معدان بن عبيد بن عدي بن عبد الله حدث أنه تزوج امرأة من بني بدر بن فزارة قال: وكان شباب من بني بدر يزوروننا فأدرك الثمار فاجتمعوا على نبيذ لهم مع شباب منا فأسرع فيهم الشراب فوقع بينهم كلام فوثب غلام منا فضرب شابا من بني بدر فشجه فمات منها فقلت للبدريين: لكم دية صاحبكم.
فأبوا إلا أن يدفع الطائي إليهم وأبيت أن أفعل فأتوا صاحب المدينة في ذلك وكنا قد منعنا الصدقة حين وقعت الفتنة فكتب أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان عامل صدقة الحليفين: طيئ وأسد إلى مروان الحمار آخر ملوك بني أمية يخبره بمنعنا الصدقة وقتلنا الرجل فكتب إليه: أن سير إليهم جيشا. وكتب إلي: أن مكن البدريين من صاحبهم وأد الصدقة وإلا فقد أمرت رسولي أن يأتيني بك وإن أبيت أتاني برأسك ثم والله لأبيلن الخيل في عرصاتك فأمرت بضرب عنق الرسول.
فقال الرسول: إن الرسول لا يقتل وإني لأسير فيكم يا معشر طيئ استحياء
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»