خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٩١
وقال ابن هشام اللخمي في شرح الفصيح: وسط الشيء وأوسطه: ما بين طرفيه فإذا سكنت السين كان ظرفا وإذا فتحتها كان اسما فإنما يكون اسما إذا أردت به الوسط كله ويكون ظرفا إذا لم ترد به الوسط كله وذلك إذا حسنت فيه في تقول: قعدت وسط الدار فوسط الدار ساكن الوسط وهو السين لأنه ظرف ولأنك لا تأخذ بقعودك وسط الدار كله وإنما تريد قعدت في وسط الدار فلما أسقطت في انتصب على الظرف.) فإن قلت: ملأت وسط الدار قمحا فتحت السين لأنه مفعول به لأن ملأت لا يقع إلا على الوسط كله فقمح نصب على التمييز لأن التقدير ملأت وسط الدار من قمح. وكذلك تقول: حفرت وسط الدار بئرا وبنيت وسط الدار مجلسا فوسط مفعول به وبئرا ومجلسا منصوبان على الحال.
قال أبو علي في التذكرة: فإن قلت: إنه في حال ما يحفر ليس ببئر فإن ذلك تجوز ألا ترى قوله تعالى: إني أراني أعصر خمرا فالبئر أقرب من هذا ألا ترى أن هذا في حال العصر ليس بخمر حتى يشتد وبعض الآبار في العمق أقل من بعض ولا يخرجه ذلك عن أن يكون بئرا. ويجوز أن يحمل حفرت على معنى جعلت فتنصبه على أنه مفعول فإن هذا مذهب البصريين.
وأكثر اللغويين يجعلون الوسط والوسط بمعنى واحد وهو مذهب أبي العباس وتمثيله يدل على ذلك لأنه قال: وجلس وسط الناس يعني بينهم بسين ساكنة على أن وسطا ظرف ولذلك قدره بالظرف ثم قال: وجلس وسط الدار واحتجم وسط رأسه بتحريك السين. وهذا لا يجوز عند البصريين لأنه إذا فتح السين كان اسما وإذا كان اسما لم ينصبه إلا الفعل المتعدي.
فقوله: جلس وسط الدار واحتجم وسط رأسه بفتح السين لا يجوز لما قدمنا. فإن سكنت السين كان ظرفا وكان العامل فيه جلس. فاعلم ذلك انتهى.
وهذا مخالف لما قاله الإمام المرزوقي فتأمل وروى أبو الحسن علي بن محمد المدايني في كتاب النساء الناشزات كما سيأتي نصفها قد تعلقا وعليه لا شاهد فيه
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»