خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٨٧
قال أبو علي الفارسي في التذكرة: هذا البيت قاله الشاعر ولم يقل بيتا غيره. وكان استعان هو وقومه بملك على أعدائهم فقال: إن أردتم أعنتكم على أن يكون النهب لي فقالوا: لا نريد ذلك فقاتلوا أعداءهم بأنفسهم فاستظهر عليهم أعداؤهم فلما رأى استظهارهم عليهم أعانهم راضيا بأن لا يكون له النهب. فقال هذا الشاعر هذا البيت فقط يمدحه. فاللام متعلقة) بيسود كأنه قال: يسود لأمر من يسود أي: بعقله وفضله يسود ليس للاشيء بل لأمر فيه.
انتهى وفيه: أنه ليس بيتا مفردا وإنما هو من أبيات. وليست القصة كما ذكرها. قال أبو محمد الأعرابي في فرحة الأديب هذا البيت لأنس بن مدركة الخثعمي. وذلك: أنه غزا هو ورئيس آخر من قومه بعض قبائل العرب متساندين فلما قربا من القوم أمسيا فباتا حيث جن عليهم الليل فقام صاحبه فانصرف ولم يغنم وأقام أنس حتى أصبح فشن عليهم الخيل فأصاب وغنم وغنم أصحابه.. فهذا معنى قوله: عزمت على إقامة ذي صباح. وهو آخر الأبيات.
قال أبو الندى: وكان أنس مجاورا لبني الحارث بن كعب فوجد أصحابه منهم جفاء وغلظة فأرادوا أن يفارقوهم فقال لهم: أقيموا إلى الصباح فلما ظفر بنو الحارث ببني عامر يوم فيف الريح قال عند ذلك ما قال. وأول الأبيات:
* دعوت إلى المصاع فجاوبوني * بورد ما ينهنهه المذيد *
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»